لأنّي لا أجيدُ الدُّخول من عتباتِ الكلام
أبحثُ بين أكوامِ الحطامِ الَّتي تردمها الكوابيس ،
عن شيءٍ لا يزالُ يصلحُ للأحلَامِ .
أسافرُ إلى تشيلي وروسيا
أمشي بشوارع مصر
أزورُ مُعتقلاً بالمغربِ
أدخلُ كهوفاً
أقتلُ أُنَاساً
أترنّحُ على سطحِ سفينةٍ تؤولُ للغرقِ
أدخلُ الجنَّةَ
أكرهُ كثيراً
وأُحبُّ قليلاً
أُختَطفُ ثمَّ أنجو
أهرمُ وأموت !
.
رجلٌ دميمٌ يلاحقني بقصاصاتٍ ورقيّةٍ
يستفِزُّ فزعي وجنوني .
تطوفُ روحي عالياً جدّاً
وتسلكُ الطَّريق الأَطول للعودةِ إلى جسدي
فالطَّرِيقِ الأقصر يمرُّ بمحاذاةِ الْكائنِ الضَّخمِ
المتمثِّلِ بالخوفِ
فيقوم بكشطِ الجروحِ الَّتي لم توشكْ أن تلتئمَ!
..
هذهِ هي أحلامي
أماكن مهجورة
عناكب ضخمةً
ولصوص وأموات
بحورٍ وأَعاصير ومتاهاتٍ
كُلّ ما يكونُ مفزعاً، محيِّراً ومثيراً للدَّهشةِ
ولا يراهُ إلَّا العقلُ !