من يُضَمِّدُ البحرَ
والنَّوارسُ عَالقةٌ في فَمِ الغَيْمِ
من يَشُمُّ زَفيرَ الأَثرِ
كُلَّما كانَ المَدُّ مُتَرنِّحًا
يُداعِبُ الرَّملَ بـ مِمْحَاةٍ غَاضِبة
من يَسُدُّ جُوْعَ الشَّمْسِ
حينَ يَكُونُ صَحْنُ الغُرُوبِ
فارغًا
مُتْرَفًا بـ بقايا مَحَارٍ
باعَ سَقْفَهُ للفِرَاق
من يُعانِقُ اللَّيلَ العَاري
كُلَّما كان البردُ غَجَريَّةً
تَرْقُصُ كــ نَشْوَةِ سُكَّرٍ
الحَمْقَى
مُدانونَ بـ العِشْقِ
معدمونَ بـ رائحةِ الغِيابِ
مدفونونَ كـ أبرياءِ وَطَني
عاطلونَ عن الرَّشْفِ
محاسبونَ بـ الصِّدقِ
تَجُرُّهم الملائكةُ بـ الحِبال
بـ الوصايا
تبًّا لـ رَقَبةٍ
يَحْفُرُها الظُّلْمُ
ولا يَفرُّ الوريدُ مُعَاتِبًا
وكيفَ يَهْرُبُ ؟
من كَانَ بـ القُبَلِ مُقيَّدًا
تباً لـ حَنْجَرةٍ
يُدَغْدِغُها الصَّمْتُ بـ الشك
ولا يُخْشِنُ صَوْتَ القلائد
وكيفَ يَغْلَظُ ؟
من كان بـ الوترِ مُطْرِبًا
يا صخورَ العِنَاد
ارْتَطِمِي بـ المَوْجِ النَّحيلِ
فـ عهودُ القَوارِبِ خُرِقَتْ
كـ الأقمارِ الَّتي دُنِّسَتْ
تَحْتَ جِلْدِ الوطنِ
كـ الأقمارِ الَّتي بُعْثِرَتْ
وخُرِّبَتْ
على مرْأَى
من بناتِ فَسَاتِيني