الذّكاء الاصطناعيّ يغزو عالمنا الحالي، إلى أين سنصل في المستقبل؟ ما هي مخاطره؟ ما هي إيجابيّاته؟ ما هي سلبيّاته؟ كيف سيؤثّر على العالم ؟ ما هي الأهداف والمخطّطات الكامنة وراء هذا التّطوّر الهائل والّذي يتخطّى قدرة العقل البشريّ؟ هل هذا التّطوّر سيلغي أداء البشريّة؟ أم أنّه سيعزّزها بوجود هذا الكمّ الهائل من التّطوّر والقدرة على الإنتاج في كافّة مجالات الحياة؟ النّاس العاديّون أين سيصبح تصنيفهم مقارنة بين معلوماتهم وآدائهم بالنّسبة للذّكاء الاصطناعيّ؟
تساؤلات وتساؤلات تدور في عقول وأذهان الكثيرين من البشر، يعود هذا الأمر الى هذا الكمّ الهائل من التّطوّر التّكنولوجيّ الّذي أصبح يشكّل حلقة ضائعة لمعرفة أسباب وجوده، وأسباب سيطرته على حياتنا نحن البشر بشكل غير محدود، فهو موجود بمتناول الجميع، صغارًا وكبارًا، الكلً يتسابق على استعماله بشكل عشوائيّ وغير منظّم، وكأنّه موضة يريد كلّ واحد منّا أن يكون السّبّاق في الحصول عليه، أي معرفته أكثر، والتّعمّق في كنهه واكتشاف أسراره.
إنّ التّطبيقات المتعلّقة بما يسمّى الذّكاء الاصطناعيّ كثيرة ومتعدّدة، لا تحصى، وسنرى فيما بعد تطبيقات تفوق الخيال، وتتخطّى قدرة العقل البشريّ في استيعاب ما يتمّ اكتشافه وانجازه في هذا المجال.
سنتكلّم عن الرّجل الآلي أو ما يسمّى بالرّوبوت، الذّي يجتاح العالم، بحيث اعتمدت العديد من المؤسّسات عليه، بل وتتسابق بامتلاك هكذا أجهزة مزوّدة بكمّ هائل من المعلومات الّتي تتخطّى قدرة أيّ شخص عاديّ بامتلاك كلّ هذه المعلومات في عقل بشريّ طبيعيّ، فنقف مذهولين أمام هذا الاختراع العبقريّ ومكتوفي الأيدي، بحيث لا يسعنا سوى الاعتراف بعجزنا أمام هكذا اختراع، فاختراع الرّجل الآليّ وتزويده بكافّة المعلومات والتّقنيّات والبرامج الّتي تمّ اكتشافها سابقًا وجمعها في هذا العقل الالكترونيّ شيء خطير جدّا ومريب، فبمجرّد التّفكير في هذا الأمر يجعل الإنسان يرى مدى عجزه أمام آلة كهذه يمكنها القيام بجميع المهام، وأداء جميع الوظائف دون استثناء أيّ منها.
صحيح أنّ العقل البشريّ هو الّذي استطاع ابتكار واختراع هذه الآلة، وتزويدها بكلّ المعلومات، وهذا مؤشّر إيجابيّ ودليل على قدرة العقل البشريّ في الابتكار والاختراع الّذي لا يحدّه حدّ. ولكن هل من الممكن أن يصبح هناك خطأ في برمجة هذا العقل الآليّ، أي أنّ الخورزميّات الّتي يتشكّل منها دماغ الآلة، هل من الممكن أن تتعرّض لعطل ما أو لخلل معيّن؟ طبعًا هذا وارد جدًّا، ومن البديهيّ أن يحصل هذا الأمر لأي آلة، وكلّنا نعرف بأنّ مخترع هذه الآلة هو من سيعيد برمجتها من جديد، حتّى تعمل حسب الأنظمة المزوّدة بها.
حسنًا طالما أنّ الآلة مازالت تحت سيطرة العقل البشريّ لما كلّ هذا الخوف وهذا الجزع منها، طالما أنّها مجرّد آلة تخضع لسيطرة العقل البشريّ الذّي يتحكّم بها الإنسان من أجل خدمته ومصالحه الخاصّة؟
السّؤال قيد النّقاش وهو مجرّد إبداء رأي فيما يخصّ الذّكاء الاصطناعيّ وتحديدّا الرّوبوتات.
يتبع…