الجزء الأول .. -١-
تعتبر الرينجا (القصيدة المترابطة ) التي رأت النور في فترة (٧٩٤-١١٨٥)
في الأصل متكأ جانبيا باستطاعة الشعراء الراحة فيه من العمل الجاد في قرض
شعر ( الواكا) يمكن اعتبار ( الواكا ) كمرادف ل ( تنكا) القصيدة القصيرة .
أصبحت (الرينجا) في عهد ( سرجي) أستاذها فنا حقيقيا جادا بقواعد معقدة ،
ومستويات جمالية رفيعة ،
من ناحية أخرى اعتبرت ( الكايكي ) متعة خفيفة يلوذ إليها الشعراء عقب الرصانة
التي يتطلبها قرض شعر ( الرينجا ).
نجح (ماتسوناجاتيتوكو ) (١٥٧١-١٦٥٣ )في تأسيس أسلوب محافظ شكلي للهايكو،
ووضع قواعد صارمة لتأليف الهايكو وسعى لإكساء الشكل بأناقة وجماليات الباكا والرينجا الجادة .
وساهم تيتو كو في نشر شعبية وتداول الهايكي ،
بعد موته ظهر تحد للأسلوب الشكلي من قبل مدرسة هايكي (دانرين) المرنة بقيادة
نيشياماسوان (١٦٠٥-١٦٨٥) أكد سوان على العناصر الفكاهية للهايكي ،وفصل بقدر الإمكان الهايكي عن شكليات ( الرينجا ) .
لم يكن ماتسو باشو. (١٦٤٤ -١٦٩٤ ) واحدا من شعراء الهايكي العظام فقط .. بل أكبر المساهمين في تطور الهايكي كشكل فني حقيقي أيضا ،طور في النصف الثاني من القرن السابع عشر أسلوبا جديدا ، وسما بصدقه الفني بالتضارب القائم بين (الرينجا ) الجادة و ( الهايكي ) الفكاهية ، واستطاع التعبير عن الدعابة والإنسانية ونفاذ البصيرة الدينية العميقة كلها ضمن بوتقة هوككوواحدة .
بعد موته بحث تلاميذه عن المؤثرات الخاصة وذلك بكتابة قصائد تشبه الألغاز والأحجيات ،وأخريات لا تعدو كونها مجرد لعب فطن بالكلمات من أجل المتعة والإشباع الذاتي وهدا قاد إلى فقدان الهايكي لمقاييسه الجمالية .
لم يرق للشاعر والرسام يوسا بوسون ( ١٧١٦ -١٧٨٤) انحدار الجماليات في فن الهايكي وحرض على عودة حركة (باشو ) رغم أن ياسو لم يكن بعمق وروحانية …باشو …
إلا انه ملك مخيلة محلقة وثقافة عالية وصورا مفعمة بالحياة والحيوية ،
يصنف (باسو ) كثاني أعظم شاعر هايكي بعد باشو .
ازدهر الهايكو الياباني في القرن السابع عشر بفضل المعلم الأول ..(باشو ) بلا منازع
ثم شكل الشاعر والرسام بؤسا يونسون (١٧١٦ -١٧٨٣ )
ماسا اوكاشيكي (١٨٦٧ -١٩٠٢ ) و كوباياشي اسا عمادا لهذا الفن ولا زال يحتل مكانة متميزة في الأدب الياباني ،
وقد كان سببا في ظهور ( الصورية ) وهي حركة شعرية أنجلو – أمريكية واجت في أوائل القرن العشرين ،كما أثر في العديد من الأعمال الأدبية الغربية .
تعاظم عدد شعراء الهايكي بسرعة في بداية القرن التاسع عشر كان من أبرزهم الشاعر كوباياشي إسا الذي كتب بأسلوب شخصي مميزتين غاية البساطة تدور قصائده حول فقره ،وحبه للحيوانات الصغيرة والحشرات ،
بدأ. الاستعمال العام لإسم هايكو مع. ماساوكا شيكي (١٨٦٧ -١٩٠٢ )
في نهاية القرن التاسع عشر ،حيث وضع أسس الهايكو كشكل شاعري جديد مستقل ،
لقد كرس نفسه لتطوير شعر الهايكو ،وإن احتفظ بعنصرين تقليديين منه،
تقسيم القصيدة إلى ١٧ مقطعا لفظيا في ثلاث مجموعات (٥-٧-٥)
وتضمينها بمواضيع متعلقة بالفصول ، كما أكد على أهمية الواقعية والآنية في الهايكو
كان تاكاهاما كيوشي (١٨٧٤- ١٩٥٩ ) شاعر هايكو وروائيا ،وقد عرف بدوره القيادي في عالم الهايكو ،واشتهر. كمحرر لمجلة ( هوتوتوجيسي)ودفاعه الطويل عن تقاليد شكل القصيدة المكونة من ١٧ مقطعا ،والمواضيع الخاصة بالفصول ،ووصف شيكي الواقعي
يعتبر كيوشي عملاقا بين شعراء الهايكو المعاصرين ،تتبع قصائد كيوشي التقاليد المرعية الشائعة للهايكو ،مع التركيز أكثر على الشؤون الإنسانية والفكرة المعقدة .
بحلول عام ١٩٢٩ ،رسخ كيوشي موقعه كأبرز شخصية هايكو ،وأصبحت مجلة (هوتوتوجيسي) ملجأ العديد من الشعراء أمثال ميزوهاراشوأوشي ،ياماجوشي سيشي،
وحصل ميل آخر في قصيدة الهايكو في أواخر الثلاثينات بسبب استعداد اليابان للحرب. ،حيث الحكومة من شعراء الهايكو مساندة المجهود الحربي بكتابة القصائد الوطنية ووضعت هذه القصائد تحت إشرافها ، مما أجهض تطويرها ،
قد حاول بعض كتاب الهايكو تحييدها عن الدعاية السياسية ،لكن تأسيس جمعية الهايكو الحديثة (١٩٤٧) بقيادة اشيداهاليكو ،سسيتوسانكي ،قضى على تطلعاتهم .
فرقت الخلافات المتباينة حول مسألة الحداثة والتقليدية الشعراء ،
حيث قام ياماجوشي سيشي بنشر مجلة (تينرو) (١٩٤٨ )
بهدف جمع شمل شعراء الحداثة ،