لقد قدر لي مرتين بان أصوم بعض الايام من شهر رمضان المبارك في بلدي الثاني مصر أم الدنيا وذلك خلال دراستي هناك لمرحلة الدكتوراه … فأقولها وبكل صراحة ليس من باب المجاملة ان لرمضان في أرض الكنانه نكهة خاصه تختلف كثيراً عن البلدان التي زرتها لما لرمضان من مظاهر مختلفه عن غيرها وهي بحد ذاتها تبعث روح العقيده والتسامح والأمان في النفس البشريه وتقول في نفسك ان الدنيا لا زالت بألف خير ، ومن مظاهر رمضان الطيبه في مصر الحبيبه والتي شاهدتها بأم عيني أوجزها بما يلي :
01 يستشعر المرء عندما يتحول الشارع المصري إلى احتفالية جميلة فتنشط حركة الناس في الأسواق بغرض شراء مستلزمات وحاجيات رمضان المتعارف عليها وتتزين الشوارع والمحال بالأوراق والفوانيس الملونة فرحاُ بقدوم هذا الشهر الفضيل .
02 في كل مره أشعر بوجود نفحات وأجواء رمضانية حقيقية ، فالكل يعرف أن أهلنا في مصر هم أهل كرم وطيب فعندما ترى موائد الرحمن ووجبات الافطار والخيم الرمضانية المزينه والمزركشه والتي تنتشر هنا وهناك وعلى الطرقات تشعر بالعزة والكرامة والتكافل .
03 مآذن المساجد المحيطة بك تصدح من كل حدب وصوب بالتكبير والتهليل واعطاء الدروس الدينية وتعج بالأدعية وقراءة القرآن الكريم فانك عندها تشعر بعظمة هذا الدين وطيب المكان باهله خاصة صوت القارىء ( الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي وأدعية الشيخ محمد متولي الشعراوي).
04 من الظواهر والملامح الأخرى لرمضان في مصر أن المساجد تمتلئ بالمصلين، كما تشهد صلاة القيام (التراويح) إقبالاً شديدًا خاصة في الأيام العشر الأواخر وليلة القدر.
05 ومن الظواهر الأخرى المميزه التي رأيتها هي عملية الإقبال على صلاة التهجد التي تمتد من منتصف الليل حتى وقت السحور.
06 خلال مسيرك في شوارع المحروسة تسمع الأغاني الرمضانية الشعبية عبر الأثير والتي تهبك نفحة من البهجة وتجدد الأمل حتى قبل أن يبدأ شهر رمضان بأيام.
07 تجد الشباب والأطفال يستمروا في لعب كرة القدم في الساحات والطرقات حتى قبل الفجر بساعة تقريباً ليعود كل منهم إلى بيته لتناول السحور مع أسرته.
08 مع حلول وقت الظهر تبدأ ربات البيوت في تجهيز وإعداد الأكلات الرمضانية والولائم والعزائم وقد يجتمع بعضهن في بيت العائلة ليتشاركن في إعداد وليمة للعائلة بأكملها.
09 من المظاهر الطيبة في الاحتفال بشهر رمضان في مصر هي (شنط أو كراتين رمضان) حيث يقوم المصريون قبل شهر رمضان بتحضير وتجهيز شنط رمضان فيقومون بشراء المواد الغذائية الأساسية بأعداد كبيرة وتقسيمها على شنط أو كراتين ليصار لتوزيعها على الأسر الفقيرة في الحي او المنطقه.
10 من الملاحظات الأخرى خاصة وفي العشر الأواخر من شهر رمضان يقوم مجموعات من الجيران من نفس الحي او القريه بجمع ما يستطيعون من المال كل على قدر استطاعته والقيام بشراء الملابس والحاجيات وتوزيعها على الأطفال الأيتام أو الفقراء ممن لا يستطيع أهلهم شراء ملابس العيد لهم.
11 من المأكولات والاطباق والمشروبات المشهوره في رمضان في مصر الحبيبه (البامية باللحم الضاني والبيتلو والملوخية بالفراخ والأرانب والحمام المحشي وورق العنب وأطباق المكرونة بالباشاميل والسمبوسك وصينية البطاطا بالفراخ وطبق الطرشي أي المخلل) ، وقد جرت العاده أن أهل مصر الحبيبه يبدوأ افطارهم بشرب بعض المشروبات البارده مثل (العرقسوس أو الكركدية أو عصير قمر الدين) ، بالإضافة الى تناول بعض الشوربات خاصه شوربة لسان العصفور او شوربة العدس.
12 عاده وطقس المسحراتي ذاك الشخص الذي يجوب الاحياء والحارات قبل الاذان للمناداه للقيام لتناول وجبه السحور وهذه العائده سائده لغايه الان في بعض المدن والمراكز في مصر الحبيبه – مصر أم الدنيا وليس في كلها.
13 (كلمه ضرب المدفع) جملة يعشقها وينتظرها الإنسان المصري في كل مكان عند مغيب شمس كل يوم من أيام شهر رمضان .
من هنا وبناءاً على ما تقدم فلمصر ولشعبها العظيم وعلى امتداد مساحات وفضاءات الوطن الجميل ألف تحيه وسلام.