ومضى في عشقه الأبدي
ومضيتُ وحيدةً
لستُ وحدي
في عتمةِ الاغتراب
أحملُني بين جوانحي أسافرُ
على وترِ الفجرِ تعزفُ روحي نُشورا
تمتزجُ الأصداءُ فيّ فتولدُ
أوطانٌ من ضوءٍ في عمقِ العتمةِ
والمسافةُ صوتٌ مؤجّلٌ في صمتِ الوجودِ
كظلٍّ يمرُّ على الدروب، بلا رفيقه
وها أنا أصيرُ شجرةً صامتةً
تهزّ الوحدةُ أغصانَها
فتذرفُ القصيدةَ
تنحتُها الذّكرياتُ في جذع ِالزّمنِ
وحينما تنخرُها السؤالاتُ
لا تعبَأ بالأين والمتى
ثمّة يقينٌ راسخٌ يتبعُها ولا تدركُهُ
أشفُّ من الحزنِ في قلبِ ماءٍ يعانقُهُ الهدوءُ
أنقى من قلبِ وليدٍ
فأهتفُ يا أناي
يا رسولَ الحزنِ
وحارسَ الألمِ
ها هُنا كفيّ تعصرُ اليومَ برعمَكَ المخمليَّ المُندّى
وكلّ يومٍ يزدادُ الوجعُ عمقاً
أرقُبُ الأملَ
أدثّرهُ صبراً.. صبراً
وأهمسُ لروحي: اثبتي أكثر
علّ الزمانَ يأتينا هرولة
ثابتةٌ خطايَ كما تعرفها
غافيةٌ في أمسي جروحُهم
يذرونها حكايةَ ألمٍ تنشرُ الرّيحُ أصداءها
فأراك تودعهم، ذراً فذرا
الوقتُ يدعوني للمضي قُدماً
يهمس: “لنخيط الندوبَ بصمتٍ”
أُعيد رسم ذكرياتي، أغوص في بحر اللحظاتِ الدافئةِ
أمضي إلى المشيئة لستُ وحدي
وهو يمضي وحيدا
يحملُ كتاباتٍ
صفحاتها النقية في قبضتيّ
بيده الحبرُ
وفي قلبي العطر .