أنتَ النورُ وأنا منه في نِعمة
أنتَ الشّعاعُ وأنا في السماءِ غيمة
في وطنٍ لا يعرفُ سوى أقبية الحزنِ
فكيفَ لا ألعنُ الظُلمة ؟
في عالمٍ لا يعرفُ الفرحَ
حزنٌ وقتلٌ ودمعة
تسيلُ على خدَّ أمٍّ ثكلى
لن تفرحَ ولو انتشرتْ في الكونِ أنوارٌ جمّة
كيفَ لا أشجبُ الحربَ ؟
أنت النورُ يسكنُ في أعماقي
وأنا حرفٌ تُسطّرُه أشواقي
في صفحاتِ قلبي، يرسمُ لي سحرَ الآفاقِ
فكيفَ لا تنعمُ روحي بالانعتاقِ ؟
أنتَ النورُ على صفحاتِ حياتي
تزرعُ في روحي الحبَّ وتنيرُ لي طرقاتي
فكيفَ أقاومُ عناقكَ الآتي ؟
أنتَ القصيدةُ أُسطّرُها في حِبري
وأنا لكَ أوّلُ أبجدية حروفِ الحبّ
فكيف لا أكتبُ من نورِ عينيكَ شِعري؟
أنتَ النورُ وأنا حبرٌ يسيلُ من مدمعي
أخطُّ به أبجديةَ عِشقي
فكيف لا أصنعُ منكَ بََطلي في ملحمةِ الحبّ؟
أنتَ النورُ وأنا الظلُّ
ينعمُ على جسدي في الترحالِ
يُصغي إلى صمتي في المقلِ
فكيفَ لا اُناجيكَ شعرًا في قصائدي؟
أنتَ النور وأنا القصيدةُ والبُحورُ
كتبتُها لكَ لتذكرَني بعد رحيلي
فكيفَ لا تقرأُ فيها حّبّاً خلّدهُ حبِري؟
توغّلْ في جسدِكَ، تجدُني
آثارُ قبلتي رسمتُها على شفتيكَ بمياه دمعتي
أينما كنتَ سوفَ تجدُني في ذاكرتِكَ
في أقبيةِ المساءِ، في انتفاضةِ أضلعي
وإنْ غبتُ عنكَ طويلًا، افتحْ دُرْجَ أمتعتي
قبّلْ أشيائي، حمرةَ شفاهي، عقدَ اللؤلؤ
كُحْل عيني وفستاني الأزرق
في ثوبِ زفافنا، تجدُ أريجَ عطري.
أنتَ النورُ وأنا منهُ أعطّرُ حِبري
أيُها القابعُ في نورِ عيني
سِر إليها متى تشاءُ لترى عِشقي
قبّلني وخذْ مني روحي وعمري.
30/03/2024