إميل إدّه، شخصيّة مواقفيّة
(مداخلتي في الندوة والنقاش حول كتاب “إميل إدّه رائد لبنان الكبير” للدكتور رياض نخول)
“إميل إدّه رائد لبنان الكبير”. هذا شأنٌ تاريخيٌّ سياسيّ له أربابُه الفكريّون والأكاديميّون بيننا، يتناولونه بعلميّةٍ نحن فيها متتلمذون…
أنا من موقعي غير المتخصّص، في تصفّحي كتاب عزيزنا الدكتور رياض نخول موضوعنا الليلةَ، الأهتمّ له وطنيًّا وإنسانيًّا، أتوقّفُ عندَ شخصيّةِ الرئيس إميل إدّه كما لفتَني تسليط المؤلّف الضوء عليها، عنيتُ مواقفيًّا. كأنّما يريدنا أن نخلصَ إلى تسميةٍ: إميل إدّه رجل المواقف الوطنيّة، رائدًا للبنان الكبير… بتعبيرٍ آخر، يظهر الرئيس إدّه في كتاب الدكتور نخول، ينحازُ مواقفيًّا إلى مصلحةِ لبنان في أولويّةِ اعتباراته الوطنيّة… كأن يقول: “إِذا خسرتُ كلَّ شيْءٍ ولم يبقَ معي سوى حجر صغير من حجارة لبنان، سأَستمرّ في النضال وحدي ضدَّ كلّ مشروع يمسُّ الكيان اللبناني”…
لا شكّ، تكوّنَ إميل إدّه شخصيّةً إشكاليّة، أرئيسًا أم رجلَ دولةٍ أم سياسيًّا مؤسِّسًا، واختلفت حولَه الآراء والتصنيفات. هذا في رأيي يُضَنّ به رجلاً في قيمة وطن… حسبُه يشكّل مادّةً بحثيّة في العبرة التاريخيّة التأسيسيّة لفكرٍ مواطنيٍّ معاصر، حاضرًا ومستقبلاً. أطروحة الدكتور رياض نخول أنموذجًا…
منذ “داود بركات، شيخ الصحافة العربيّة” إلى “إميل إدّه، رائد لبنان الكبير”، حتى ما تُعِدّه عن العميد ريمون إدّه، تميّزُ تاريخَنا اللبنانيّ بشخصيّاتٍ رجاليّة، مواقفيّي الطابع، لأنّ انتماءَهم للبنان مبدأٌ أساس في مقاربتهم قضاياه، سياسيًّا وإداريًّا، ولكن خصوصًا مواطنيًّا.
دكتور رياض،
لن أتكلّم على أهميّة ما أتيتَه موضوعاتيًّا، هذا قيمته في المخطوطات والوثائق الأُشبعت تحقيقًا وتقييمًا. ولن آتي على قيمةِ النتائج والمرسلات الأرستْ تحليلاتٍ وفتحتْ آفاق. سأقول شكرًا أضأتَ بحثيًّا وعلميًّا على شخصيّةٍ في تاريخ لبنان بمنهجيّةٍ مرجعيّة خلوًّا من اصطفافاتٍ وتحازب…
العبرةُ يا أحبّةُ في اتّخاذ المعرفة من مَعينها… هناك التاريخُ يُنصَف وينصِف!!!
(الصور بعدسة الأستاذ
مازن رزق
مازن رزق