كان الرجل يحب فنجانه الزجاجي اللماع كثيرا.
ولم يكن أحد يعرف الأسباب .
ولم يكن أحد يعرف إن كان فنجانه يحبه أم لا .
وكان الفنجان مربع الأضلاع مثل رجل عاشق يحب أن يحتضن حبيبته بأذرع اربعة وليس بذراعين اثنتين كما يفعل معظم الرجال ..
وكان هذا الأمر يشكل ضغطاً كبيرا وضيقاَ مزمنا في التنفس عند زوجته التي كانت تكتفي بقبلة خاطفة ..وكلمة عابرة فيها القليل من الحنان . ..
في إحدى الليالي الممطرة ..
أمسك الرجل فنجانه الذي يشرب به الشاي والقهوة في اليوم
عدة مرات ..
وقبل النوم كان يملؤه بالماء البراق ليشرب به الدواء.
في تلك الليلة ..جمع الأب أفراد أسرته وقال لهم : احذروا التفكير بارتكاب الأخطاء مع هذا الفنجان فإذا انكسر فنجاني هذا ..
فسأموت دون تردد ودون أحزان .
فانتبهوا للفنجان وأحبوه .
فهذا الفنجان يشعرني بالأمان ..
وبأن أضلاعه المربعة سبب من أسباب توازن الكون واستقراره في الجهات ..
فنظر الأبناء للفنجان باحتقان ..
ووعدوا والدهم خيراً.
أما الزوجة فأحست بالظلم وظلت
صامتة لأنها شعرت أن زوجها يحب الفنجان أكثر منها .
وكان في الكثير من الأيام ..يحتضن فنجانه وينام .
..وفي يوم من الأيام ..وكان الزوج غاضباً من زوجته ..
بسبب وجود بقعة ضئيلة غامضة إلى جوار الفنجان .
مما أدى ليرتفع بينهما القليل من الصراخ ..
لذلك انتظرت الزوجة ذهاب زوجها الى المقهى ..
وتسللت إلى المطبخ ..
وأنزلت فنجان زوجها ووضعته قربها ..ثم ودون انتباه دفشت الفنجان بكوعها ..فسقط
على الأرض وتحول إلى شظايا
وصرخات .
وبعد دقائق ..أحست الزوجة بفظاعة ما ارتكبته..فهرعت للمطبخ من جديد وجمعت الشظايا ودموعها تسبقها ثم حملت الشظايا البلورية البراقة للفنجان ..
وأودعتها في مكان .
بعد أيام من ارتداء أفراد الأسرة
السواد ..
اشتاقت الزوجة لزوجها الذي كان ..
لذلك تسللت وحيدة إلى المكان الذي أودعت فيه الشظايا..
وجلست في مكان يدفع الملائكة للهذيان .
وبدأت بعيون مبللة بالظلال .
بجمع شظايا الفنجان..