ثمّ أخذَ وجهَها بين يديه
وابتسمت شفتاه
ودمعت عيناه
وقال:
كيف لامرأة صغيرة مثلك أن تفعل كلّ ذلك؟
من علّمك أن تثوري كبركان
وأن تنهمري رذاذًا كشتاء حنون؟
من علّمك الشعر والعشق والغضب والضحك والبكاء
بالطريقة التي بها تقولين الشعر
وتمارسين الحبّ
وتتألّقين بالغضب
وتنفجرين بالضحك
وتتلألئين تحت خيوط دمعك الآسرة؟
من علّمك أن تكوني طفلةً في جسم امرأة
وامرأةً بين يدَيْ رجل
ورجلاً في فكر امرأة
وامرأةً في حلم طفلة؟
من علّمكِ كيف تحوّلين جسدي خبزًا ودمي خمرًا؟
من علّمك كيف تمسحين جراحي السبعة ببلسم شفتيك؟
من علّمك أن تكوني أنت؟
لا تخبريني
بل كوني السرّ الذي إن جاوز جسمينا شاع”