وفي الليلةِ الثالثةِ بعد الألف
تفاقم الأرقُ والعرقُ والملل
طار الفرحُ إلى آفاق غير مرئية
كأنهم زرعوا في صدره ضفادع وخفافيش
وفي ظهره ثعبانًا يتلوّى
فبدأ وقتُ البَلوى
يحبو، يتسلّق أكتافه والعيون
ما عادت ترى غير ظلمة حالكةٍ
ودبيبًا في أرجاء الروح
تناثرَ الحلمُ مثل حباتِ بَرَد
في ليلةٍ مجنونةٍ بالرعد
والسيلُ يَجرفُ
ما تبقّى من عشقٍ عتيق
كيف تتباعدُ الزرقةُ عن الموج
والماءُ بعيدًا عن الغيثِ
فما عاد غيثَ هناكَ ولا بللَ ولا ندى
والغَريبُ يُعاقرُ رؤاه التي لم تُرى
كيفَ يَكتَفى بالرذَاذِ
فهم انتزعوا الغيمَ من احشَاءِ المَطر
اغتالوا العذوبةَ في المُوسيقا
ما عاد في الورد ورد
ولا في الوجدِ رسائلَ ولا نَظرات
فلا تتحدثوا عن الحب من أول همسة
فالاجسادٌ تتلاطمُ تحت الألحفةِ
والسريرُ ينشجُ
موتَ الماءَ الأبيض القديم
فبعد الليلة الثالثةِ بعد الألف
تكسّر الزمن في جيبه
وما زال يبحث عن وجهه على الرف