فتاة متناهية ولا محدودة ولا يمكن حصرها في وصفٍ واحد؛ أحيانًا تبدو أرق من الماء، وأشد قساوةً من جمرة غضى. فتاة موسيقى، كل حديثها أغنيات؛ تحبُّ بأغنية وتعاتبُ بأخرى، وتقوى على الهجر في أغنيةٍ أيضًا. هي نساءٌ كثيراتٌ في امرأة واحدة، لكنها لا تدرك ذلك.
كنا صديقين في البداية، نتحدث في كل شيء، وحين لا نجد ما نقول نبكي معًا. كنا عاشقين بجروح متفاوتة الخطورة، وكل منا يجد عزاءه في الآخر ودهشته.
وبعد مرور أكثر من سنة صرخت بأعلى صوتها: يجب أن نتوقف، أن لا تتكرر أحاديثنا؛ أشعر أنك أصبحت ظلي، أشعر أني لصيقة بك، أنك تسرقني دون أن تشعر بأنك لصٌ باهر، وأني كذلك.
لم أكن أعلم حينها أنني حقًا أحبها. توقفت عن الشعور من آخر حادث هوى، لذا وافقت على الابتعاد. وكلما شدني الحنين ضحكت وقلت: هو الاعتياد لا أكثر. سوف أنساها بمرور الأيام، هناك خيارات أخرى سوف تتكفل بذلك. وجدت امرأة أكثر جمالاً منها، لكنها لا توقظ فيَّ سوى الحيوان الهائج لدقائق عابرة، أشعر بعدها بالدجل والحقارة. الإنسان يحتاج لما هو حقيقي، متجاوزًا الرغبات، يحتاج لكل ما هو سماوي، للحب، للروح الآلهة.
ظلت هي كذلك حبيسة قرارها، وما زالت تأتي أحيانًا تطمئن عليّ، تنثر أغانيها، وتبكي بين يدي من لوعةِ الفراق. ودائمًا ما ينتهي الأمر بيننا بشجارٍ لطيف يقسم كلا منا أنه لن يعود للآخر.!
أتركها لأيام، ثم تكتب نصًا صريحًا بنصالٍ حادةٍ ومميتة.! أعود إليها على الفور، أمسح دموعها بأطراف القلب. نتعانق ونبكي، ونعود ليقسم كلا منا أنه لن يعود للآخر مرةً أخرى.!
