أفكك حروف أسمي
لأجعلها قلادة لمدينة
يجرّها الصباح من ضفائرها و يطلقها كالعصافير
كلما تسلل البهاء الى عيونها بهدوء و رويّة
تحسّن لون شعرها أكثر
صار وديعا كالسعادة التي لا تكتمل
ستائر نوافذها المخملية تتألق بخفوت
على الأماني النافقة
حيث أشيائي تنسل بهدوء لتنضج كالثمرة
كلما أنسكب البهاء على ممرات المدينة
يكون اللوز قد زيّن شوارعها
و الينابيع قد أكملت دورتها
هل تدركين الآن ما الكرز؟
وما طعم أحلام تتفسخ على قارعة المدينة
إذن دعي الحسون يحصي الأماني النافقة
****
شوارع يطرزها الأنناس المقشّر
تتناثر الباقلاء على أرصفتها
إذ يكون كل شيء قد أتضح – – كلا لم يتضح شيء
هذا كلام أهوج تروّجه السعادة
أجل لم يتضح شيء
يلزمني مخدّة من ريش النسر
حذاء من قشور الباقلاء
وستائر مخملية تتألق بخفوت
كي أعرف أنّي أنا
****
خطوة خطوة أيّها الليل الحقير
أروّض المحبة و الكلاب السلوقية لتحرس مدينتي
غير مسموح بالأراجيل و شتم الطرق مثلا
سأمنح رخصا من قبلات للتسكع
كذلك لمقاهي من بلوّط أحمر
سأكبّل الفيزياء بالسلاسل و ألقيها بالنهر
أمّا الرياضيات البليد – – سأبصق بوجهه و أقتلعه تماما
أقيم مولا للخمر و العبث و الشعر
سأدعوا كل من أحب
الحساسين – – الندامى – – الضباب – – الكرز- – والأحلام المتفسخة
أمّا كلابي السلوقية – فتحرس مدينتي
من الناس و الوحوش و القدر
****
ألوانها
إنطباعية ألوانها – – جدرانها- – قناطرها
كذلك قشور اللوز فيها
سأمنح فان كوخ رتبة حارس
أسّمي نهرها – – بويب و اترك السياب يراقص أسماكه
الصلاة هنا – – جريمة
كذلك — السياسة و قطف النجوم الدانية قطوفها
واجهاتها فقط – – قشور اللوز و ثياب النساء
أرصفتها – – من الكرز و الذكريات المتخثرة
أو حبوب القمح و الصفنات الأليفة
أزقتها – – حسرات و أوراق عنب
أو حتى عناب مسروق و ضحكات فارغة
شوارعها – – قشور الفستق و أعقاب السجائر
مرصوفة بالآجّر و الحجارة الكريمة
علمها – – بقايا أمنيات عالقة
هنالك – – أعرف أنّها
مدينة – – يجرها الصباح من ضفائرها و يطلقها كالعصافير
****
مدينتي – – رافداها من عسل و خمر
تزّينها ضفادع جواهريّة
بحيراتها – – حور عين يتجردنّ كلّ صباح
بلا حياء يلقيّن التحيّة على الماره
جبالها – – أوهام
وديانها – – أساطير
رأيت محمود درويش يتدحرج
من كواكبه الى أسفل الوادي
مصطّدما بمدن أمجد ناصر
التي شيّدها من عظام الأسماك
****
هنالك بقايا قدر يرتدي ملابس نساء
بقايا ألم يستلقي على الأثل الذي ينمو
قرب شوارعها المرصوفة بالحجارة الكريمة
بقايا عدم ضلّ طريقه – – فوجدوه
بقايا عناد يتصارع معه
بقايا أمل كسرت ساقاه – – فلم يصل
****
لا بأس من منح رخص للأراجيل
لكنّي سأضع الكيمياء في السجن
و اترك اللبلاب يعّرش مكانها
امنح رخصا للأحلام – – للفوضى
****
مدينتي التي اشتهيها
عارية حتى من ملابسها الداخليّة
مغرية كعرائش العنب أو بطاقات الدعوة
تتألق كفكرة بعيدة
شهيّة كبكارة كأمرأة تجلس وحدها
غامضة كمستقبل
تتغنج كراقصة
أليست مدينة يجرّها الصباح من ضفائرها
ويطلقها كالعصافير
****
مدينة يأخذها النسيان الى اخر المستحيل
يلّفها بهواجس شتى و يتركها نهبا للأساطير
أشتاق لشعرها الدجلوي
كما يشتاق الحلم الى العين
أخجل منها- – كما يخجل الرمان فيزداد حمرة
أنا هكذا لي نون من ( أناي) تبعثرت
لي شتات أجمّعه – – فينفرط كالمسبحة
لي وطن أذكره – – و لا يذكرني
و ما زلت أخجل منه
– كما يخجل الرمّان فيزداد حمرة
****
تألقي يا بقايا النرجس
و اتركي الندى ينسّل لمخدعك
اتركي هرمونات الضباب تزّين شعرك
بمدينتي الفاضلة
اتركي الكلبدون يدهن جسدك العشتاري
ليزداد أنوثة و متعة
ثمّ تيهي بمدينتي التي
يجرّها الصباح من ضفائرها ويطلقها كالعصافير
Phoenix Arizona USA 4/3/210
رسول عدنان
شاعر عراقي – أريزونا