ألعتمةُ تأكلُ الفراغ
الحلاّق يقصّ شَعرَ الكرسي
الرسَّامُ يراهُ خاويًا.
الجرذان تقضم أرجل الكرسي في الظلام
عين السماء تبكي
ألأطفال يخافون العتمة
فلاسفةُ الإفلاس مشَّاؤون
أديبٌ يُساهر الليلَ
يمضغُ الحزن ويلعن
— من تلعن أنت ؟
(صاحبي الغاضب يسأل)
- – ألعن الكرسي وسيّد العتمة.
- سيّد العتمة عبد وجبان.
- – أسيّد وعبد. ؟سيّد وجبان! كيف يستقيم المعنى؟
- – عبد المال ذليل.
- ضفدعٌ منتفخًا يستحيل.
- – هذا ما تراه أنت. ما الذي تسمع ؟
- – كلمات العبد مخارز تفقأ عيون الآذان. أسمعه يخور، ينتخي يثور ثم يقول :
- أنا أملأ الفراغ؟
- – أي فراغ؟
- – فراغ الكرسي .
- أيّ كرسي. الكراسي الفارغة كثيرةٌ؟
- – كرسي العتمة التي جلّلها شعر العبد
- أيّ عبد تعني؟ فعدد العبيد عديد ؟
لحظة. أنظر .حدّق تر.
غريب!
من ذا الذي يخترق أسوار العتمة؟
-تعال نخرج إلى النور
— أيّ نور
- – القمر حنون ، نوره يشقّ أستار الظلام
- لحظة .انظر:
ذاك مؤرخ يفرك يديه
يكسر قلمه ويمضي
يتمتم.
-تعال نصخِ السمع تعال
— يا حامل التاريخ مهلًا. أتحسن قراءة خطوط النور أنت؟
- بل أقرا خطوط الأوطان
- – إلامَ تحتلنا العتمة ، ويجتاحنا الظلام؟
- -إلى حين ينبت في أرضنا رجال.
- – ألا تبصر رجالًا أنت؟
- – الرجال فرسان يطاردون العتمة
- ينهالون بأرجل الكرسي على مغتصبيها.
- الرجال نجَّارون مهرة .بارعون في صناعة كرسي النور.
- -النور يولّده النفط يا صاح.
- النور قرار.
- النور يٌريك النثار
- – أيّ نثار؟
- نثارٌ وسوسٌ وكرسيٌّ وبقايا ظلٍّ لرأسٍ مقصوصِ الشَعْرِ
- خذ قرارك
- أضيء الأرجاء
- ارمِ الكرسي والظلّ والشَعْر في النار ينبعث النور .
- يتحقّق المصير والقرار
- أفهمت الآن ؟
- افهمِ الآن قبل فواتِ الأوان
- هكذا يشتعل النور
- هكذا تُبنى الأوطان
- سلام
بيروت في28/8/2024