.. الرسالة الثالثة عشر ..
ماذا علمك وحيك؟
علمني أن الحب كما النار تضرب الهشيم لتحرق اصفرار بساتين ضعفي ويباس أغصان سنين عمري فما زلت أراك بين مسامات مرآتي حقيقة مؤكدة .
إذاً لما تجيد الصمت بعد كل هذا الحب ؟
لقد كتبت يوماً على حرير جسدك طفلة مشاغبة تجيد الرقص لكنني علمت حينها أنني جبلتك أنثى من ماء الزهر منذ تلك اللحظة أعلنت للحب حداد الصمت.
فلتخبريني .. عن ليال كنت فيها مدام كأس الصبا والصب .
كيف .. لتلك الليالي البيض أن تغمض نور طلة شمسك ولفحة نسيم توهجك كزيت سراج أضاء النهار وكيف..
لي أن أغلق عيناي
عن رعشة الرجاء الأخيرة وأفارق ذاك الفراش دون نزال وكيف؟؟ لذكريات معصمك على جيد همسي
تتنهد بعروق مسافة عشقي لتتنافس عليك
وأبقى بين يديك قيد اعتقال فأنت ضرب من فنون الخيال .
إذا ماذا تتمنين : أتمنى أن يصدق العشاق بأن الحب كالأم الرؤوم تحنو على أطفالها وتشبعهم حناناً من ذاك الصدر المكلوم وأن الحب ليس عيداً يوزع له الهدايا بيوم محدد كأنه عيد انتصار الثوار بالهزيمة لحظة حلم، فعندما أتي بمعجم روحي من مكتبة القلب أفتش عبر تلك الحجرات الملتصقة بشريان دم اللغات عن مفردات حيكتها من خيوط القز الحريرية وأكتب إليك عن فرح الطاولة الخشبية وعن رقص الستائر اللولبية وعن ذاك الكرسي الكبير وعن ضوء الحلم المتسرب عبر النافذة يوم العشاء الأخير .
وأنت ..
بليلي الموحش .. سأبقى برفقة طيفك أسامر وهج توقدك وأهب برياح شوقي على سنابل خصرك وأهمس بأذن الوقت الممتد بيننا هل لديك الوقت لجنوني وهل رأيت رجلآ أحبك كما أحببتك بهذيان تمردي وقلةحيلتي ،لأعود إلى هدوء صومعتي غارقاً بفوضى خيالي وجموح تأملاتي.
وأنت ؟؟؟
أنا .. دعني أخذ نفساً عميقاً عمق محيط توقعاتي وأخلع عن حنجرتي معطف الابتسامة وأخبرك كيف أعاقر الصبر وأخذ الوجع هواية وأضع على لحمي جلد التمساح كي لا أشعر بسكاكين الطعن تقطع أوصال هدوئي وأقوم بدور الفارسة المغوارة على حصان طروادة وأصارع السراب بأرجل هوائية واتدحرج ككرة بملعب الوقت تمسكها أيدي هشة وغضة كورقة السجائر وأنفاس أحرقت رئة القلب من فعل سحر المشعوذين ودعاة النبالة.
فهل ؟؟
علمت الآن أي أنثى احتضنتك وأي حب فيك توسمت وأي عشق منك تكللت ، سأخبرك عن زوايا الليل المنسية المدججة بقنابل الشوق والمنخورة بسوس الأمل، لكن وجهك يطفو كزهرة اللوتس على سطح بحيرة صدري ويرقص قلبي كطائر البجع وتسكن بعمق ذاكرة ممتلئة بالوجع، أنثى .. تفننت بصقل الصقيع وشكلت قوالب دافئة تليق بأبجدية اللهفة . خذ نفساً عميقاً قبل أن يلتهم موج التساؤل سفن هيامك وأخبرني عما لا أعرفه عندما يجتاح برد غيابي عظامك . عندما أطيل النظر على تلك الساعة الرملية وأحملق بالأفق مرتبكآ.. أراك نجمة تتألقين كقطعة كريستال لؤلؤية على منضدة السماء ،ترتجفين شهوة ،تمتلئين برحيق الخصوبة وترحلين خلف ذاك السحاب فيسقط نيزك انتظاري ويحرق عشب ولهي عبر تلافيف الغياب ليرتد الصدى على أوتار حنجرتي ماسحاً ما تبقى من الذكريات وأعود أشاكس وحدتي مع بعض الكلمات والقصائد الموشومة بالبصمات . عم مساءآ يا ليلك الذكريات