سؤال يحمل بين طياته أكثر مما يظهر على السطح، فهو ليس مجرد حوارٍ بين الملكة المرآة في قصة خيالية، بل دعوة فلسفية لاستبطان الذات وللتمعن في ماهية الذكاء.
من الأذكى؟ الإجابة ليست في امتلاك الحقائق أو الاستعراض بالمعرفة، بل في فهم معنى الذكاء ذاته. هل هو القدرة على التكيف؟ الإبداع؟ الحكمة؟ أم مزيج من كل هذا؟ الذكاء ليس ملكةً ثابتة، بل نهرٌ جارٍ، يتغير بتغير السياقات والمعايير التي يضعها المجتمع والزمن.
ومع ذلك، حين تُخاطب المرآة، تصبح المسألة أشبه بدعوة للتأمل في الذات والمقارنة مع الآخرين. وهنا تكمن المفارقة الكبرى: كيف يمكن لمرآة، بقدرتها المحدودة على عكس السطحيات، أن تحكم على عمق الذكاء؟
ربما الذكاء الحقيقي يكمن في القدرة على النظر في المرآة دون انتظار إجابة منها. أن نكون أذكياء بما يكفي لفهم أن الذكاء لا يُعكس في صورةٍ أو يُختصر في سؤال، بل يتجلى في الخيارات التي نتخذها، في قدرتنا على التفكير، وعلى حب المعرفة، وعلى فهم العالم من حولنا.
“أيها الإنسان أمام المرآة، مَن الأذكى في العالم؟”
الإجابة، ربما، ليست في المرآة، بل في العمق الذي تنظر فيه داخل نفسك.