لـَ كَم تَمَنيتُ أَن أَكُون شَاعِراً ،أَو يَكُون لي شَيء مِن مَلَكَة الكِتَابَة لـِ أَكتُب مَا يَختَلِجُ فِي صَدري ، أَو أَكتُب مَشَاعِرَ تَغمُرُنِي ..
فِي خَاطِري مَوَاقِف لَا أَنسَاهَا ، وأَشخَاص عَالِقون فِي الذَّاكِرة لـِ جَمَالِ حُضُورِهم وَوَقع كَلِمَاتهم ، وأَثَر تَرَكُوه فِي نَفسِي وَدُنيَاي ..
لـَ كَم تَمَنيتُ أَن أَضَعُ قَلَمِي بَينَ أَصَابِعِي فَيَنسَابُ مِنهُ نَقشَاً عَلَىٰ الوَرقِ لَهُ عِطر فَوَّاح ، أو بَيَاناً وَصُوراً شِعرِيَّة ، فَتَملأ الدُّنيَا مُوسيقىٰ وَأَهَازِيج ، وَغِبطَة وَسُرور ..
تَمَنيتُ أَن أَكُون أَدِيبَاً تَوَّاقَاً إِلَىٰ الرَّسم بِالكَلِمَات ، أُحَلِّقُ بِالأَفكَار ، أَصنَع مِن حُرُوفِي حُلُمي ، أَضَع لِكُل حُلُمٍ عُنوان ، أَنسجُ كَلِماتٍ مِن نُورٍ فـَ تُضيءُ أَركَان العَتمَة ..
لَيتَنِي أَتقَنتُ فَنَّ القَلم ، وعِلمَ الكَلام ، وَكَتَبتُ عَن الجَمالِ ، وعَن الفَرحِ ، وعَن لَونِ السَّمَاء بُعَيدَ الفَجر وَعِندَ الغُرُوبِ ، وعَصَافِير تَتَغَنَّى بِأَجمَلِ الأَلحَان ..
أريدُ قَلماً وقِرطَاساً لـِ أَكتُب عَن ذَاكِرة الطُفولة ، عَن مَطارح اللعب ، أكتب عن صَديقي الصغير ، عن بَشَاشَة الأطفال ، وعَن حَكَايَا لَا تَموت ..
وأَيُّ لُغَة تَجعَلُني أَكتُبُ عَن حُضن أُمِي ، أو عَن كَلمَاتها التي لا يَزال صَدَاهَا فِي أُذُني ، وتَسري فِي شَراييني ، كيفَ أَكتُب عَن أَبِي وَغَترتِه ؟ ، وَعن قَطَرَات عَرق تَندَّت عَلىٰ جَبِينه فَكانت كَشَمسِ الضُحىٰ تَتَلألأ ؟ ..
ليت .. وليت .. وليت .. وتَكثُر الأمنيات،ولكن هيهات ..