
هذا الموضوع تطرق إليه عالم الآثار الفرنسي الدكتور لويس لورته، ودوّن مشاهداته خلال رحلتيه إلى لبنان سنة 1875 وسنة 1880، ومما كتبه: “والمناديل المعروفة بالكوفيات والزنانير تأخذ بمجامع الأبصار بما فيها من خطوط ذات ألوان متوافقة بكثير من الذوق. ومن نكد الحظ أن استعمال الأصبغة الأوروبية طفق يُفسد ما كانت عليه الأنسجة القديمة من ألوان لماعة، متناسقة، ثابتة. ويَستعمل الكوفيات الجنسان في كل بلاد الشرق على وجه التقريب. وهي لا تُطرح على الأكتاف، ولا تلفّ على الأعناق وإنما تُعصب عصباً على الرؤوس. والنساء يتخذن منها زينة أنيقة جداً، إذ يحبكن حريرها الجميل المقصّب بجدائل شعورهنّ السوداء الطويلة مضفوراً بسلاسل صغيرة من الفضة. ويلف الرجال أحد أطرافها في شكل عمامة، ويسدلون طرفاً من وراء فيتموج على العنق ويحميه لذعة الشمس. ويضعون تحت الكوفيات على رؤوسهم المحلوقة عرقيات صغيرة من نسيج مطرّز تطريزاً لطيفاً، ثم يلبسون فوقها الطرابيش التركية وهي من لبّاد أحمر، لها شرّابات طويلة من حرير أزرق اللون. وتثبت الكوفيات بحبال ثخينة (عقالات) مفتولة من وبر الجمال، سوداء مقصّبة، وتُعقد عقدة أنشوطة، وتنتهي أطرافها، عند الأغنياء بأهداب من الذهب تنحدر بأناقة إلى الأعناق. [مشاهدات من لبنان. ص37-38].
________
الصورة: الموظف في البنك العثماني الياس البراك في ملابسه التقليدية سنة 1912. (مجموعة خاصة).