حبيب يونس
اليوم 8 أيار… تبلغ “حماتي” إيلين، أمّي الثانية، الـ88 من العمر. عوَّدتني أن تقبِّل أصابعي لأكتب، فكتبت:
***
قُبَلٌ لِأَصَابِعَ
***
تُحِبُّ أَصَابِعِي… وَتَبُوسُهُنَّا
أَنِ اكْتُبْ، لَا تُبَالِ… جَمِيعُهُنَّا
قَوَافٍ… وَالْقَصَائِدُ خَاشِعَاتٌ
بِدَيْرِ الْحِبْرِ، أَقْدَسِهِ، وَهُنَّا
كَمِثْلِ الرَّاهِبَاتِ يَفِضْنَ شَوْقًا
إِلَى الْقُرْبَانِ… حَيْثُ إِلَهُهُنَّا
أَصَابِعُ لَمْ يَقُلْنَ جَمِيعَ حِبْرٍ
وَلَمْ يَسْكَرْنَ بَعْدُ، وَحَسْبُهُنَّا
مِنَ الْقُبَلِ الثُّمَالَةُ، لَيْسَ كَرْمٌ
يُقَطِّرُ خَمْرَهُ إِلَّا لَهُنَّا.
تُقَبِّلُهُنَّ عَشْرًا، يَا لَعَشْرٍ،
عَلَى فَمِهَا تَرَبَّعَ بَيْتُهُنَّا
وَإِذْ يَأْوِينَ، يُغْرِيهِنَّ حِضْنٌ
فَيُمْسِي دافئًا دِيوَانُهُنَّا
حبيب يونس
(من “الدِّيوَانُ الْحَبِيبُ” المعدِّ للنَّشر، والصُّورة بعدسة رندا شرابيّة)