*شاعت وانتشرت العقود الأخيرة الماضية في الدول الغربية، ولحدٍ أقل في دول العالم الأخرى، زراعة وصناعة وتجارة مايسمى ب”الأطعمة العضوية” التي تباع عادةً بأسعار باهضة وتحقق أرباحاً طائلة. قدرت مبيعات الأغذية والمشروبات التي سرقت على أنها منتجات “عضوية” العالمية بأكثر من 231 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى حوالي 564 مليار دولار بحلول عام 2030، هذا النمو مدفوع بزيادة إعتقاد المستهلك ووعيه بالفوائد الصحية والبيئية للمنتجات العضوية، وذلك ما عززته الجهود الإعلامية وسياسات التسويق التي اتّبعتها الشركات المختصة. وغالباً ما تكون هنالك بعض المبالغات التي قد تجذب إهتمامات المستهلك فيتقبلها كحقائق ثابتة دون مراجعة أو تمحيص.فأصبح من الضروري جداً مراجعة بعض المفاهيم الخاطئة التي تحاول الشركات إخفائها،. وفي المقابل تعرض الشركات الجوانب الإيجابية بطريقة دعائية فتستغلها لترويج منتوجاتها. أشارت الأبحاث أيضاً إلى أن الناس تختار الأطعمة “العضوية” بناءً على التأثيرات النفسية التي تضيف مفهوماً خاطئًا عن المذاق والسعرات الحرارية والفوائد الصحية.


*هذه المقالة ستتطرق إلى بعض المفاهيم الغير واضحة أمام المستهلك من أجل وضع الصورة الواضحة له عند تسوقه لطعامه.
مقولة (1): خلوها من المبيدات الحشرية:
نعم، هي خالية من المبيدات الحشرية الكيميائية، ولكن المزارعين يستبدلونها بالمبيدات المستخلصة من بكتريا ونباتات وبعض المعادن مثل النحاس، ولكنها أقل ضرراً على البيئة من تلك المستخلصة من المصادر الكيميائية، ونسبة الملوثات التي فيها تكون أيضاً أقل من الأطعمة “التقليدية”.
مقولة (2):
القيمة الغذائية (nutritional value): لم تثبت الدراسات أن هنالك فروقاً في القيمة الغذائية بين الأطعمة العضوية والأطعمة الإعتيادية التقليدية، على الرغم من وحود بعض مضادات الأكسدة في الأطعمة العضوية إلا أن القيمة الغذائية بقيت متشابهة.
مقولة (3):
شهادة التسجيل (certification): تعرض الشركات شهادة التسجيل للمنتوج “العضوي”، وهو لايعني بأي شكل من الأشكال أن المنتوج “صديق للبيئة”.
مقولة (4)، الكلفة والأسعار:
تكون أسعار هذه المنتوجات “العضوية” أعلى من أسعار الأطعمة التقليدية وقد تكون أعلى بنسبة ( %50).
مقولة (5)، الفوائد الصحية:
لاتتوفر أدلة على أن إتباع النظام الغذائي “العضوي” يقي من خطر الإصابة بالأمراض أو الحساسية أو تأثيرها على الجهاز الهضمي. ولا توجد دراسات واسعة النطاق وطويلة الأمد لإكتشاف فوائدها الصحية المزعومة.
مقولة (6):
إعتمدت بعض الشركات المنتجة للمبيدات تقنية النانوتكنولوجي وأرست مفهوماً خاطئًا على أنها مبيدات عضوية.
مقولة (7):
أظهرت الأبحاث أن الحليب “العضوي” (مصدره أبقار تتغذى على أطعمة تعتبر “عضوية”)، والحليب التقليدي المعالج يحتويان على مستويات متشابهة من الملوثات بما في ذلك هرمونات النمو.
مقولة (8):
من الفواكه والخضروات التي سجلت فيها أعلى درجات التلوث بالمبيدات الحشرية كانت، التفاح، الكرز، الخوخ، العنب، الفلفل، الخس، الخيآر والبطاطس.
مقولة (9):
وعلى الجانب الآخر أدنى درجات التلوث في الفواكه والخضروات وجدت في الأناناس، البطيخ، السندي، المانجو، الكيوي، الرقي، البصل، اللهانة، والباذنجان.
مقولة (10):
التلوث بغاز الميثان المنطلق من الأبقار التي تتغذى على المواد العضوية كان ضعف الكمية التي تطلقها فضلات الأبقار على الأطعمة التقليدية. الإحتباس الحراري الذي يسببه غاز الميثان أقوى بعشرين مرة من ثاني غاز ثاني أوكسيد الكربون.
مقولة (11):
إنتاجية الأرض للمنتجات العضوية أقل من الإنتاج الطبيعي، هذا ما قد يفسر إرتفاع أسعار الأطعمة العضوية.
مقولة (12):
أظهرت الأبحاث أن بعض مضادات الفطريات (rotenone) لها تأثيرات سامة على الخلايا العصبية،. أشار بعض المتخصصين إلى إرتباط هذه المادة بمرض الرعاش “Parkinson’s”.
مقولة (13):
من الثابت صحته أن البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية في منتجات اللحوم “العضوية” أقل من تلك الموجودة في اللحوم الإعتيادية.
مقولة (14):
في دراسة بحثية وجدت بكتريا (Campylobacter) في جميع نماذج الدجاج العضوي المفحوصة مقابل ثلث القطع الموجودة في نماذج الدجاج التقليدي، ووجدت الفطريات في %72 من قطع الدجاج “العضوي”.
مفولة (15):
نظراً لإستعمال السماد الطبيعي في الحقول التي تنتج المحصولات “العضوية” ظهر أن ٪10 من هذه المنتوجات “العضوية” احتوت على البكتريا الأشريكية القولونية (E.Coli)، مقابل %2 فقط من منتجات المزارع التقليدية.
*خلاصة بعض أهم المفاهيم الخاطئة:
(1) الطعام العضوي أكثر صحة وتغذية.
(2) الطعام العضوي خال تماما من المبيدات الحشرية.
(3): الطعام العضوي أطيب وألذ طعماً.
(4): الزراعة العضوية أفضل بطبيعتها للبيئة.
(5) الزراعة العضوية لا تستخدم الكائنات المعدلة وراثياً.
وسلامتكم

26 آب 2025