ناظم الصرخي
ومــدّ يديــــهِ حــــانـيـــــةً ســــلامـــــا
ورَقَّـــقَ فـوقَ مَسْــــرانا الغَـمـــامـــا
وأنبتَ في ضِـفَـافِ القلــبِ زرْعًـــا
إذا مـا هـبّــتِ الأنســـــــامُ هَـــامـــــا
شــذىً مـلأ الحناجــــــرَ والحنـــايـــــا
وأسّـــسَ للـوفَــــا بحـــــرًا وعــامـــــا
ومـدّ جــــذورَهُ في طيـــــنِ روحــي
هو الــدفءُ الذي غمــــــرَ الأنــامـــا
هو الكـــــونُ الذي أرسى شمـوسًــا
وأزْجـى الفُــــلْكَ وابْتَــدرَ الغـرامــا
عــراقٌ جــزء قـلـــبٍ عـِشْــــتُ فـيـــه
وكـلَّ القلـــــبِ أشْــغَـلـــهُ هيـــــامــا
تــســامـتْ فيــه أســــــرارُ البــــرايـــا
وأكــــرمَ ذا الــذي أســـــرى ورامـــــا
وعـانقـتِ الســـماءُ شـــذاهُ دهـــــرًا
ودربُ المجــــــد بالـوَرْدِ اسـتـقامـا
لِمنْ رامَ المعــالــــي مــدَّ جــسْـــــرًا
ومنْ في درب فـخْـــــرٍ لا يُســـامى
كحضنِ النخـــلِ يحضــنُ عاشقِيـــهِ
يـقـيــهِ هجـيــرة تُذْكي الضِــــرامــــا
كـبـيــرًا كان فوق الحـتــفِ شـــــأنًـــا
وتحْـــذَرهُ الحُتُــــــوفُ فــلا يُـــرامـــى
وأنـيــــابُ النـوائـــــبِ إنْ تَـمَـــــادت
أذاقَ مُـســنِّــها مـوتًــــــــا زؤامـــــــــا
حسـيــبٌ في الثـريــــا كان يزهـــــو
وتلتمــسُ النجــــومُ لـه احتـكـامـــــا
تمادى الدهـــــرُ في إزهاق حــــــــقٍ
فأقصى النُبْـلَ واسـتدنى الطغاما
عـزائـــي في نخْيــــــلٍ رمـز صبــــــرٍ
يظلّـل ســـــعـفـهُ جِــذْعًــا وهـــامـــا
علــى مـــرّ الســنيـــنَ أحــاطَ أمــــرًا
تصـــدّى بالـدلائـــــلِ ما تـعـامــــــى
يـبـيّــــنُ بالمحـــــــــالِ دوامَ حــــــــالٍ
ويشْـهـــــدُ لمْ يحــزْ حـــالٌ دوامــــــا
عــراقٌ بالفِخـــــارِ عـلوتَ عـرشًــــــــا
وتبـقـى للـدُنـــا فَجــــــــــرًا تـــرامـــى
عــريــــقًــا طـاهــــــرًا بـجــــــــلالِ ربٍّ
يحـــــجّ إليــك من يـرْقـــى مقــــامـــا