بلال شرف الدين
أنام بخطيئتي التي ولدتُ بها على سرير الوطن المفجوع، ولا أحلم
أحتضن آلامَ قومي وأعصرها على جسدِيَ الغارقُ في مآسي الأيام، ولا أتعب
أبحثُ بين شارِبَيْ الساعة عن صفعةٍ تأويني في قبري، فلا أجد
نحن الذين لم تجد سهولُنا الثّكلى جَرّاراً يطبطب على كتفها عند الحصاد
نحن الذين ما عادت جبالُنا شامخةً كما تعوّدنا، هي خَشَعَتْ لأهل الفساد فجنّسوها وختموا عليها بخُتْمِ “يا جبل ما يهزّك ريح”
نحن الذين خَبَزْنا الترياقَ فوقَ أعمدةِ الدخانِ حين أذابوا الشغف فينا
عينٌ مكشَّرَةٌ باتجاه القِمّة وعينٌ حَسِرةٌ باتجاه الوادي، هكذا أنظر. أََحْوَلٌ أنا في وطنٍ يُباع فيه الدمُ بثمنِ الماء. يُقال أحياناً أنّ الماءَ أغلى، لكن تجارةَ الدمِ مُربِحةٌ أكثر
غبيٌّ أنا حينَ كنتُ أتساءل عن سرِّ اللونِ الأحمرِ في علم بلادي. لطالما كان اعتقادي أنه إشارةٌ إلى البَطّيخ الوطني، لكنّ يقيناً تمكّن مني فأصبحتُ أقول: من منهم لم يستبدل بَطِّيخةً برأسه؟!
البحرُ الذي استيقظ مرعوباً ذات يوم، أكل من القمح حتى شبع. نَقْفَةٌ على أذنه لَوَتْ رأسه فنام، ونامت بين أنفاسه الشهداء
ذاك الطَنينُ الذي نسمعه كلَّ يومٍ وفي كلِّ لحظةٍ بات من عاداتِنا الوطنية. تلكَ النغمةُ في نشيدنا الوطني هي نفسُها الترنيمةُ التي نسمَعُها على وقعِ الانفجاراتِ المتلاحقة. أظنُّ أن الملحنَ لم يضعها عبثاً، هو تنبّأ بآهاتِ أحفادِه فاختار لحناً حزيناً
أتوسّلُ إليكَ أيها القمرُّ أن تبقى بعيداً عن وطني حتى لا تذوق طعمَ الظلام. وأنتِ أيتها الشمس، لا ترْكَني إلى غمزاتِ الشياطين من أبناء بلدي فتُصيبُكِ غمامَةٌ ماطرةٌ تُطفِئُ لهيبَك المؤنس. أما أنت أيها الموتُ المختبِىُ في جيبي، لا تستحِ، اصنع بي ما شئت
بلال عمر شرف الدين