نسرين النقوزي
قليلون جدا من يملكون جرأة ” التفاعل الأوّل” مع النص فقط .أي قليلون من يملكون صوتا مستقلا عن أي مؤثرات خارجية تساهم بتكوين رأيهم عن كتاب ما
بتّ متأكدة أن نفس الكتاب لن يعطي كل منا نفس الرأي فيه إن كان الكاتب مجهول الهوية أو أن الكاتب صغير في السن ومن بلد معين أو أنه لكاتب معروف ومخضرم اتفق معظم الناس أنه جيد . لا بل متأكدة أن حتى كتب كبار الكتاب حسب رأي الجماهير ،إن أرسلتها لأحد يمدح بهذا الكاتب المشهور ليلا ونهارا وقلت له انه عمل لكاتبة مبتدئة تعيش في مدينة ما غير معروفة ..لانتقد العمل و أعطى ملاحظاته السلبية هذا إذا أكمل العمل.. ونفس العمل لو كان مبروزا باسم معروف لامتدحه وفغر فاهه من شدة الدهشة!
طبعا هناك الكثيرون ممن سيرفضون هذا الكلام مقنعين أنفسهم أن لهم آراؤهم الخاصة و انهم لا يتأثرون بالآراء الأخرى .ان كان هذا لماذا معظمنا يفتش عن الكاتب وحياته قبل أن يقرأ الكتاب؟ لماذا يهمنا أن نقرأ تعليقات غيرنا من القراء على نفس الكتاب؟ لماذا أكثرية دور النشر لا تشجع العمل الأول للكاتب الجيد إلا القلائل منهم؟ لماذا الكتاب فيما بينهم لا يصرخون إن قرؤوا لكاتب جديد كتابا يستحق قبل أن يأخذ هذا الكاتب شهرته؟ لماذا يتغير الكتاب إن قالت عنه لجنة تحكيم مؤلفة من ٥ أشخاص ( قد تكون أنت أكثر فهما منهم وقد لا تكون) لماذا إذا قال هؤلاء الخمسة عن عمل ما انه جيد ،نتأثر كلنا بهذا الرأي من كتاب وقراء و ان كتب عن نفس الكتاب ناقد حقيقي لا نأخذ برأيه ما دام انه ليس بلجنة تحكيم معينة . لماذا كل منتديات الكتابة والقراءة تستضيف الكتاب المعروفين ؟ ولا يعرفونا هم على كتاب مبدعين لم نسمع بهم. لماذا؟
انه الخوف ..الخوف من أن لا أكون مع القطيع الثقافي فينبذوني !! الخوف أن يكون لي رأيا مغايرا .. أرتكز على إحساسي…وفهمي وثقافتي
الخوف أن يجمع الجميع على رأي ويتهمونني بالقصور المعرفي أوالغيرة ان لم أكن من رأيهم
الخوف أن أصرخ لوحدي وأن لا أنتمي لأحد
أنا نسرين لا أنتمي لأحد ككاتبة وقارئة وإنسانة
أستطيع أن أشير إلى الجمال المخبأ بين الحروف دون أن ألجأ إلى ويكيبيديا وجودريدز وشريط تاريخ الكاتب الملون
أشم رائحة الابداع وأنتشي عليها فقط
ولن أتوقف عن الصراخ في كل كتاباتي ولو لم يسمعني أحد
٢٣ أيار ٢٠٢٢