سهاد شمس الدين
لم أترك شيئاً عالقاً على نافذتي هذا الصباح
لململت كل أوراق الورد
وجمعت زقزقات جحافل السنونوات
وحملت الشمس في حقيبتي
ورحلت
فهذا يكفي لأعيش العمر دون طعامٍ
دون شراب
ولأستلقي في فيء عينيك ولا أنام
فكم من أشياء تُهدينا أشياء
وكم من رحيل يجمع الشُتات
وكم من غياب أجمله الغياب
فلا تعتب يا حبيبي
إن زارني دوماً الشتاء
فلا صقيع سيكسر صمتي
ولا ثلج يُفتّت مسام الحياة
ما دمت لي أجمل رداء
وما دمت جواز سفري إلى أعالي الجبال
حيث الهواء رطِبٌ كدمعةٍ لم تسقط
وابتسامتي لك على وِسع السماء
فلا تعبث بعد الآن يا حبيبي
بشَعري
واقرأ على مهلٍ شِعري
علّك تصبح مثلي فُلكاً هجرَ البحر
وعشِق سبع سموات
ولا تلمس بأصابعك مدى جسدي
المزروع قمحاً منذ آلاف السنوات
ولا تعجل في المجيء إليّ
على غفلةٍ من الكواكب
حين يندثِر فوق هاماتنا السحاب
فأنا وأنت أجمل إثنان
ناما دهراً بين بابل والفرات
لكن الله شاء
أن تحيا الأقاحي على النوافذ والأبواب
وأن نصرخ صرختنا الأولى
إستقبالاً للحياة….(س.ش)