ذر الشاوي
وما الشيبُ إلا غيمةٌ عرضيةٌ
بأمطارِنا شابتْ رؤوسُ النوائبِ
ولم نَتَـحَـرَّ الـهَـمَّ حتى كأنّـه رفيقٌ
ولم نطلقْ صراخَ النوادبِ
فكان لنا دهرٌ عجيبٌ فمذ حكى
تَعَجَّـبَ منّـا في صقيعٍ ولاهبِ
رآنا على أعلى يَـفاعٍ وتارةّ
رآنا بكثبانِ الفلا والسباسبِ
فأشرقَ فينا وهو يحدو مساءه
فلما رآنا قال لستُ بغاربِ
نخوضُ زماناً يتقينا ونتقي
به خُـلُـقاً أن لا وفاءَ لـصاحبِ
مضينا ولم نأبَـه لغيلـةِ غائلٍ
ودُرنـا به الأصقاعَ من كل جانبِ
فلا تعتبنَّ ؛ الدهرُ ليس بسامعٍ
ولا تسألَنْ من ليس فيكَ براغبِ
وحكمُكَ عقلٌ والتجاريبُ رِدفُهُ
فشاورهما، لن يرجعا سؤلَ طالبِ
……..
ذر الشاوي