لوريس فرح
أحببت رجلا شرقياً ..عربيا
يضرب لي موعداً في المساء لنتحدث فأهيئ نفسي لهذه الأمسية الرومنسية .. وعلى مقام النهاوند تراني أدوزن صوتي لنحتسي الكلام نبيذاً احمرا وأحضر الشعر كوجبة عشاء دسمة غنية..
يفتتح الحديث مستهلا ب
– مساؤك خير يا جميلة -.. فتذوب تلك الجميلة منتظرة تتمة السرد بتقنياته الروائية واستعاراته المجازية…
ولأنه يحق له ما لا يحق لغيره فلا بأس إن لم ينصب الحال فما نفع الحال إن لم يكن مضموما !..
وحبذا لو يجر المفعول به المطلق ..فما أنا فاعلة به إن بقي مطلقا!
ولكنه يباغتني بخروجه عن النص بجملة اعتراضية طويلة لا محل لها من الحالة الغزلية ..
يحدثني فيها عن شؤون البلاد العربية والسياسة الامريكية..
كيف افهم هذا البارع بالشأن العام انه لا يعنيني شأن السياسة الامريكية!
ولكني أحب الحديث معه ولو كلمني عن غلاء الاسعار أو التصحر أو المناهج التقليدية التعليمية..
اخلع عني ثوب العشق مرغمة وارتدي البزة العسكرية واتحول لخبيرة استراتيجية تطالع على السريع لمحة عن الجغرافيا والتاريخ علّي أجاري خبراته الوفيرة المهنية..
لا بأس المهم ان أطيل الحديث معه فتراني ابتدع موضوعا عن أهمية المثلجات في تنمية السياحة والحالة الاقتصادية..
ها هو الان يعيد ظهره الى الوراء ويسترح على كرسيه من عناء العمل ..يقرأ اعترافي كما بقية القارئين …و يبتسم مختالاً…كطاووس شرقي لئيم..
ربما يضع لايكاً أزرقا أو احمرا يتيم يعبر به عن مروره الكريم..
ربما يكلمني على جناح السرعة ضاحكا ويبادرني بتحيته المعتادة الجميلة بمساؤك خير يا جميلة وينسى ككل مرة ما حضر لأجله فتراه يكمل الحديث بسؤاله لي: يا إلهي.. هل شاهدتِ نشرة الأخبار المسائية؟
وأنا يحق لي النصب كما اشاء والتنوين للضرورة الشعرية ولأجل حضرته كسرت وسأكسر كل قواعد اللغة العربية.