إذا إعتبرنا الفن كائن بروح و أحاسيس ، و هو كذلك فعلاً فلا يمكننا التعامل معها إلا وفق ذلك ، و حين نقول أن الفنان كائن غير عادي إن كان ما يملكه من أحاسيس غير عادية تصل في رقتها و شفافيتها إلى ما لا يمكننا تشبيهها بأي شيء ، لا بورق السجائر ، و لا بالبللور حتى ، فهو أرق منهما و أكثر شفافية كذلك ، قد يحق لنا تشبيهها فقط بقلب ملاك قادمة من السماء العاشرة ، عاشقة لحد الذوبان ، أو ما يمكن أن يحمله من طاقة قادرة أن تجعله عابراً للآفاق ، أقول هذا عن الفنان لأنه يحمل في داخله ذلك الكائن الذي أسميناه الفن بكل أحاسيسه و جمالياته ، فإذا كان الأمر كذلك كيف بنا أن نفهم إبتعاد فنان ما عن هذا الكائن العذب لسنوات قد تصل لربع قرن مثلاً كما هو الأمر مع الفنان الذي نحن بصدد قراءته في هذه المادة و أقصد بهجت داهود إبن مدينة الحسكة الذي ولد فيها عام 1963 و منها هاجر إلى كندا عام 1998 حيث يقيم الآن
نقلا عن جريدة العرب اللندنية