هدى الخوري
صباح الخير
نسائم باردة تحمل اليّ سمفونية العصافير الصباحية مع خلفية هدير خفيف لمحرّك أشبه بذاكرتنا التاريخية المشوّشة. ولأن جارتي الصنوبرة اللصيقة ببيتي تستضيف العصافير في صبحيتها فتغمرني بألطاف زغرداتها وتخرجني من التشويش التاريخي الى وعي استقبال النهار بإرادة الغناء، بإرادة التجذّر في هذه الأرض، إذ يعزّ عليّ أن أكون أقلّ انتماء من الصنوبرة وأقلّ عزمًا من العصافير. يرتفع هرم ماسلو بيني وبين الصنوبرة فينفلش معاشي على مستواه الاول ويتعثر بين حصاه، ويرفعني الإيمان عن المستوى الثاني ثمّ تحملني أجنحة العصافير الى قمّته قفزة واحدة لنتحوًل معًا بعضًا من قبة السماء