أماني غيث
إيّاكِ أن تولدي قبيحة، فهذا الكوكب، مخصّصٌ فقط لل” حسناوات”، ” للجميلات”، ” للرشيقات”. ها أنا أنبّهكِ، أحذّركِ ، أو فلنقل أنصحكِ لوجه الله، لا تأتي بوجهٍ لا تنطبق عليه معاييرهم، أو بجسدٍ مقاييسه لا تناسب قوالب ” جمالهم”، وإن كنتِ تصرّين، فلتقرئي جيّداً
وأنتِ صغيرة، أخبروكِ في القصص انّه يجب أن تملكي فماً ككرزة، كما تمنْت أم سنوو وايت، لابنتها، وعينين واسعتين ولامعتين ككل الاميرات، وشعراً طويلاً وغزيراً مثل بوكاهنتيس وقدمين صغيرتين، عكس أختَي سندريلا “البشعتين”، وعليكِ أن تسألي المرآة كل يوم”مَن هي أجمل امرأة في العالم؟ ”
ثمّ في المدرسة( !!!!) ، قرأتِ قصائد تغزّل فيها الشعراء(!!!) ، بالعينين ” سبحان المعبود” وبالثغر” المرسوم كالعنقود” و القامة الممشوقة كغصن البان
وحين صرتِ مراهقة وبدأتِ تفكرين بالحب، سمعتِ أغاني ” “قدّك المياس”، “جمالك جمال “، “.اسمر يا اسمراني ” العيون السود”
ولاحقاً شاهدتِ في التلفاز أنّ جميع البطلات واللواتي يتنافس عليهن العشاق يمتلكن أجساماً رشيقة ونحيفة وطويلة وأنفاً جميلاً دون تلك العظمة النافرة في الوسط، وابتسامات هوليووديّة وبشرة مثالية دون حبوب او ثقوب او عيوب
لا أعرف لماذا شرحتُ كثيراً، كان يمكنني أن أختصرَ لكِ وأقول، حتّى والديك، عندما أتيتِ إلى الحياة، ظلّا ينتظران اول عامين متمنيين أن تكوني شقراء وأن تكون عيناكِ خضراوين. فلماذا تتعجّبين إذاً؟
هم يريدونهنّ جميلات، لا شيء آخر