نبيلة الوزّاني / المغرب
10 / 06 / 2022
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما زلتُ في رِحلتي المُعتادَة
لا نِيَّةَ لي في الرّجوعْ ؛
أبحثُ عن أشياءَ كثيرَة ؛
الفُضولُ
أَصبحَ مِن هِواياتِي الجَميلَة ؛
أسافرُ كثيراُ
كَأنّي أُسدِّدُ دَيْناً للأماكنِ
التي غمرتْني بِصمْتِها
زَمنَ انْسدادِ الهواءْ
.
السَّفرُ مُحاوِرٌ نَجيبْ ؛
الحِوارُ مُعانَقةُ الأُذُنِ للصَّوتْ ؛
الصَّوتُ رَسولٌ يَرفُلُ في نُبوءاتٍ كَثيرَة ؛
عَيْنايَ مِجهَرٌ باتّجاهِ قارّاتٍ
تختلفُ
حَسبَ الطَّقسْ ؛
وأنا واقفةٌ في نفسِ المَكانْ
يدايَ تُمْسكانِ بِمقود الأَسئلَةِ
والرّحلةُ
تُعادلُ تَوالُدَ الأَجوبَة
.
بيْني وبيْن مَدينتِي البارِدةِ
أُلفَة ؛
فيها النّساءُ
يَتنقّلنَ بيَن المَصاطِبِ
الفارغَة ؛
لا يُجدْنَ سِوَى الاحتفاظِ بأناقةِ
الدّفءْ ؛
يٌجِدْنَ التَّخيُّلَ
بأنَّ كُلَّ شيءٍ في أَجملِ
عُنفوانِهْ ؛
يُمارِسنَ لُعبةَ الرُّوتينْ
ويَبْتلِعنَ ّالشَّكوَى
.
نِساءُ مَدينتِي
يَجلِسْنَ تحتَ الشَّمسْ
يحتفظنَ بِسرّ الضَّوءْ
يُعبّئنَهُ في عَواميدَ اللَّيلِ
فيُصبِحُ طريقاً كامِلَ النّهارْ
عَشقنَ تلميعَ المَدافئِ
فهابَ الثّلجُ النّوافذْ ؛
أُفكّرُ في أَيْديهنَّ
وهيَ تُلوّنُ الجُدرانَ
وتَرفعُ السُّقوفْ
.
الرّجالُ المُجامِلونَ
لا يُحبّونَ قَدماً تركَ خُلخالَهْ
يَنحتُونَ تَماثيلَ منَ الشَّمعْ ؛
إنْ نَطقتْ
رَكَمُوا الجَليدَ
لإسكاتِ عَطشِها للامتدادْ
هُمْ ؛
بعضُ رِجالِ مَدينتِي ؛
–
همْ ؛
يَلْوُونَ الحبَّ
فيُمسي حلما نحيلاً
لا يكاد يحمل بؤسَه
فكيف هنَّ لا يشعرن
بالغربة ؟
متى سَيَجدُلْنَ ضفائرَهنّ ؟
هُمْ ؛
كَمْ يَحتاجُونَ
لاعتِناقِ الحُلمْ
.
بينَنا شَبَهٌ يا “*كافَكا “
مثلُكَ
لي عَالمٌ فَضْفاضْ ؛
رِحلَة /
قَضيَّة /
وَحَربْ / لكنّها تَعنِي الجميعْ
لا يَقودُها الرّصاصْ
لا يرَسُمُها الدُّخانْ
ولا يُخطّطُها النَّفطْ ///
حَربٌ
تَسِيرُ نَحوَ الآفاقِ البَيضاءْ
تسيرُ على جِسْرِ
بَنتْهُ علَى تَجاعيدِهِنَّ
نِساءُ
مَدينتِي البَارِدَة
****
هامش:
1 – فرانس كافكا ،كاتب ألماني وهو قائل الجملة التالية
( كنت دائما خارج السرب ، لا أحد يعرف ما يدور في ذهني
لا أتعمق مع أحد
كأنما لي قضية أخرى وأرض أخرى وحرب لا تعني الجميع . )