حبيب يونس
عُمْرٌ… فِي انْتِظَار
***
(إلى ميراي)
***
يَمْضِي بِنَا الْعُمُرُ
نَمْضِي وَيَنْتَظِرُ
مَا هَمَّ أَرْصِفَةٌ
مَا هَمَّنَا خَطَرُ
هَذِي مَطَارِحُنَا
وَلَهُ هُوَ الْأُخَرُ
نَمْضِي مَعًا… وَمَعًا
نَبْقَى وَلَا أَثَرُ
إِلَّا اغْتِرَابَ شَذًا
فِي بَالِهِ صُوَرُ
عَنَّا… وَلَيْسَ يَعِي
مَا كَانَهُ الزَّهَرُ
نَمْضِي كَأَنَّ مَدًى
آمَادُهُ كُثُرُ
ضَاقَتْ بِهِ سُبُلٌ
فَانْهَدَّ يَبْتَكِرُ
لِلطَّيْرِ أَجْنِحَةً
وَالطَّيْرُ تَسْتَعِرُ
فِيها الدُّمُوعُ، وَمَا
بِعُيُونِهَا بَصَرُ
نَمْضِي… أَنَا قَصَبٌ
فِي الْحَقْلِ يَعْتَمِرُ
فُتُحَاتِهِ شَجَنًا
وَالنَّايُ يَنْعَصِرُ
أَلَمًا، وَبِي حُرَقٌ
وَأَصَابِعِي إِبَرُ
جَسَدِي انْزَوَى خَشَبًا
يَقْتَاتُهُ الضَّجَرُ
لَا الْعُودُ يَعْزِفُنِي
وَيَنِزُّ بِي الْوَتَرُ
نَمْضِي كَأَنْ سُحُبٌ
بِالشَّمْسِ تَسْتَتِرُ
أَلرَّعْدُ يُسْكِتُنَا
وَالْبَرْقُ يَأْتَزِرُ
بِالرِّيحِ تَلْفَحُنَا
أَنْ لَيْسَ نَنْهَمِرُ
فَالرِّيحُ تَجْمَعُنَا
وَيُفَرِّقُ الْمَطَرُ
نَمْضِي وَلَيْسَ لَنَا
مِنْ عُمْرِنَا شَجَرُ
فَالْغُصْنُ فِي خَجَلٍ
وَالْفَيْءُ مُنْكَسِرُ
إِلَّا ظِلَالَ يَدٍ
مِرْآتُهَا الْحَجَرُ
نَمْضِي وَهَا عُمُرٌ
يَجْرِي كَمَا النَّهَرُ
نَنْأَى بِهِ سَفَرًا
يَغْدُو لَنَا السَّفَرُ
مِثْلَ انْتِظَارِ غَدٍ
مِنْ أَمْسِ يَعْتَذِرُ
حبيب يونس
12 – 6 – 2022