سهاد شمس الدين
أكتب الشعر لوحدي
وأحتسي قهوتي عند المساء لوحدي
وأقرأ كل يومٍ صفحات روايتي
التي لم تنتهِ بعد.. لوحدي
ربّما يلزمها أكثر من ألف عام لتنتهي
وربّما غداً صباحاً ستنتهي
وربّما ستخرج منها كل النساء
اللواتي تحدثت عنهن
وسيصفّفن شعرهن الأسود والبنّي والأشقر
وسيصنعن حلوى العيد لآلاف الصغار
ويرسمّن أوطانهنّ بأحمر الشفاه
على المرايا التي ملّت من الإنتظار
أكتب الشعر لوحدي
وأحتسي قهوتي لوحدي
لكن حين أتناول طعامي لست لوحدي
فالطاولة أمامي تتسع لمئات الهاربين
من البؤس والجوع
ومئات العاطلين عن العشق وعن الدموع
فلا بأس يا قصيدتي إن كنّا لوحدنا
وألف لا بأس إن احتسيت فنجاني لوحدي
وأسميتُ روايتي
الياسمين في وطنٍ موجوع
فأنا لا أخاف أن يسرق أحدهم
هذا العنوان العريض
أو أن يقتبس أحدهم هذا الإسم الفريد
ويقول لي هل تسمحين؟
بأن نقتلعَ الياسمين ونزرع مكانه الحنين
حنين الوطن الموجوع
وأنا لن أعترض
ولن أثور
لقد نام الياسمين في وطني
وامتلأ المكان بالحنين….(س.ش)