اخلاص فرنسيس
أنا أولد كلَّ يوم، كلما ولدتْ فكرةٌ في رأسي، وكلما وضعتُ قصيدة على الورق، وكلما داعبتْ خيالي زهرة
كنت أرجو ألّا يكون لي اسم، أو ليت الناسَ ينسون اسمي، فقط يرون في وجهي ما يرون، وتدرك أرواحهم ما تروم روحي أن تكون، عندما تنطبع قسمات وجهي في عيونهم، وخيوطها الصامتة أحيانًا في بريق الدهشة، وأحيانًا أخرى في مرارة البلور على خدّي، وفي خجل ابتسامة شفتي، وفي لين أناملي تكتب آثار السكوت على الآلة الكاتبة، والحيرة في عيون الأطفال البكم
أليس هذا أبلغ من أيّ كلمات حبرها كاتب، وخطبة ألقاها خطيب؟ أليس البيان في نقش الإنسان الطفل على رقعة هذا الكون الفسيح؟
ما همّي من أسماء الآخرين؟ الكلّ يظهر كالعشب الأخضر إلى حين تهبّ الروح، فيجفّ العشب، وتهترئ أثواب العلاقات التي يرتدونها على عري أرواحهم، فتسقط، ويكون سقوطها عظيمًا من عين الإنسانية جمعاء
ما همّني من اسم اقتلعه الآباء من ترس الآلة التي تسمّروا بها؟
قلّة فقط من اختار الأسماء من زفرات الحياة الأبديّة، الكلّ خطوط مائيّة تطفو على سفح البسيطة، أو قطع من الخشب المنقوش في يباب العمر، أو رعشة مسمار يدقّ في كفّ الفضيلة
تنتصب الوجوه أمامي، أحاول أن أسير في طريقي، فلا تدعني، في الجبين ندبة وكأنّها آثار طفولة سقطت عند أول خطوة في هذه الهوة السحيقة الضبابية
ربّاه.. يا لهذا الشوق إلى السكوت في هذا الكوكب الذي حجب الإنسان عن ذاته، أبحث عن رقعة من الصمت لآوي إليّ