درية فرحات – لبنان
حصاد
تعوّدت أن تسابقَ الفجرَ الى الحقل، تنقّبُ الأرضَ وتحرثُها. والقلبُ يملؤه الرجاء بغلّة مرضية
وعيناها ترافقان الشريك باسمة
ترجعُ بحصادِها، بعد أن تركَتْه مجبولًا بترابِ الأرضِ
صراع أباطرة
اجتمع سادة الدار، يتقاسمون الغنائم، احتدّ النّقاش، وعلت الأصوات
تداعت الآراء، طرحوا الخصخصة، اختلفوا على الوليمة
كانت بطاطا للفقراء
أسرار
أحبَّها، رغبَ بها. نقلَ لها شجونَه وآهاتِه. تمنّعَتْ غنجًا
فبكتِ العجوزُ وقالتْ
خسرتُ حبّي، وهرمْتُ وحيدةُ
مصير
جلسَتْ تروي حكاياتِها، وتبحثُ عن الغرابةِ لتجذبَ سامعيها
لكنّ الهواجسَ تلاعبَتْ في قلبِها، وراودَتْها أفكارٌ غريبةٌ
فقررَتْ قلبَ المواقع
حانَ الوقتُ ليبحثَ شهريارُ عنْ حبلِ نجاتِه
إيمان
خاويةَ اليدينِ عادَتْ، تجرُّ خيبةَ طفولةٍ
تحطّمَتْ أمامَ قساوةِ أبٍ، تلحّفَ في زاويةِ معبدٍ يقدّمُ قرابينَ دعائِه إلى السماءِ
وهم
مشَتْ على بساطٍ مرمريّ، باحثةً عنِ السّعادةِ في نقشاتِه، تحاكيها علّها ترسمُ لها عالمًا ورديًّا
فتصحو، على مكنسةٍ بيدِها، وقدمينِ حافيتينِ متشققتين
تأمّل
طرقَ بابَ الحياة، يبحثُ عن دربِ يوصلُه إلى الخلاص. كثرتِ الشّعابُ أمامه، وتفرّقتْ
وقف صامتا
فإذا الحقيقةُ كامنةٌ في قلبِه تشرّعُ مصراعيْها العتيقينِ