جبران خليل جبران
دعوني أنم،، فقد سكرت نفسي بالمحبة
دعوني أرقد،، فقد شبعت روحي من الأيام و الليالي
أشعلوا الشموع و أوقدوا المباخر حول مضجعي،، وانثروا أوراق الورد و النرجس على جسدي،، وعفروا بالمسك المسحوق شعري،، واهرقوا الطيوب على
قدمي،، ثم انظروا و اقرؤوا ما تخطه يد الموت على جبهتي
خلوني غارقا بين ذراعي الكرى،، فقد تعبت أجفاني من هذه اليقظة
اضربوا على القيثارات و دعوا رنات أوتارها الفضية تتمايل في مسامعي
انفخوا الشبابات و النايات و حيكوا من أنغامها نقابا حول قلبي المتسارع نحو الوقوف
ترنموا بالأغاني الرهاوية وابسطوا من معانيها السحرية فراشا لعواطفي ثم تأملوا وانظروا شعاع الأمل في عيني
امسحوا الدموع يا رفاقي،، ثم ارفعوا رؤوسكم مثلما ترفع الأزهار تيجانها عند قدوم الفجر،، وانظروا عروسة الموت منتصبة كعمود النور بين مضجعي و الفضاء
امسكوا أنفاسكم و أصغوا هنيهة و اسمعوا معي حفيف أجنحتها البيضاء
تعالوا ودعوني يا بني أمي ! قبلوا جبهتي بشفاه مبتسمة،، قبلوا شفتي بأجفانكم و قبلوا أجفاني بشفاهكم
قربوا الأطفال إلى فراشي و دعوهم يلامسوا عنقي بأصابعهم الوردية الناعمة
قربوا الشيوخ ليباركوا جبهتي بأيديهم الذابلة المتجمدة
دعوا بنات الحي يقتربن و ينظرن خيال الله في عيني و يسمعن صدى نغمة الأبدية متسارعة مع أنفاسي