علوان حسين
يحدث أن تدهمني فكرة مباغتة ولا أستطع التعبير عنها . اللغة كأنها صومعة مغلقة والعبارات رهبان موتى . الفكرة ُ تقدح ُ في مخيلتي والمشاعر متأججة وأنا أتسول ُ كلمة ً تنقذني من ورطتي . قطتي تحوم ُ حولي أظنها مشفقة ً علي َ . مطر ٌ يرقص ُ في عيني َ كوخي يرتجف ُ من البرد معي , بيتي حقيقة ً مصنوع من خشب ٍ وليس حجرا ً . أفكر ُ في مرآة ٍ تـُخفي الوجه ولا تظهر منه سوى أجزاء نحبها , الإبتسامة مثلا ً . القلب ُ لماذا لا يظهر ُ في المرآة ؟ غيمة في مرآة , تلك هي المرأة التي أحب ُ . تـُشبه ُ عذابا ً يتخفى خلف إبتسامة ٍ مصطنعة ليس لي سوى ليلي ومدفأتي والبرد . القطة ُ تحتفظ ُ بهدوئها أحيانا ً تتبادل ُ معي النظرات . طردت ُ الحزن َ من بيتي , من مساماتي كلها , طردته ُ من الليل بعدما بددت ُ عمرا ً أنفق ُ عليه ِ من دمي ودموعي والحرائق مستعرة في أعماقي , حتى هي تلك المرأة التي أحب ُ لم أعد أطيل ُ التفكير َ بها لئلا يتسلل ُ الحزن ُ من حيث لا أدري . الحزن ُ حقيقي والمرأة ُ وهم ٌ , أنا الآخر وهم يبتسم ُ أمام المرآة . تعيش ُ الحب َ أو تكتبه ُ , الإناقة ُ في القصيدة لا تـُشبه بؤس الواقع ولا تعبّر ُ عنه بالضرورة . الحزن ُ يأتي مع القصيدة كأنه إيقاعها الخفي أضع نفسي تحت تصرفه ِ يفعل ُ بي ما يشاء . الحب ُ امرأة تلتقيها في طريق ٍ أو مقهى أو تتعرف عليها عبر الفيسبوك وتنشغل ُ بها كأنها هي العالم . المشكلة أن تظل وحيدا ً وأنت ممتلىء بالحب . ترشف خمرتك بوهم المتعة لتكتشف َ بعدها أن كأسك فارغة ٌ وأنك بدلا ً من الخمرة ِ كنت َ ترتشف ُ الحزن َ قطرة ً قطرة حتى ثمالة الأوهام . تسقط ُ من حلم ٍ على قلبك فيتلقفك الفراغ . نأخذ ُ الحب َ بجدية ٍ كأنه القضية نفسها , القضية التي تستحق أن تمنحها حياتك مثلا ً , ثم تريد ُ أن تعيشه لا لتحلم َ به . أنه ليس فكرة ٌ في قصيدة بل هو رغبة ٌ تتطلب ُ جسدا ً وليل ٌ يتفتح ُ وحنين ٌ توقظه ُ ذكرى ما , عاطفة ٌ متنكرة ٌ على هيئة امرأة ٍ تملأ ُ الحياة َ مسرة ً لم تذقها من قبل . النساء ُ كثيرات ٌ والحب ُ قليل . عندما أستغرق ُ في حب امرأة كأني أقع ُ في حب قصيدة , قصيدة ٌ ترتعد ُ لها فرائصي قبل َ التفكير في الغرق ِ فيها . هل للقصيدة ِ تأثير الحب ؟ في عينيها تلك المرأة أقرأ شعرا ً يحلم ُ بكتابته أكثر الشعراء إدهاشا ً . شعر ٌ يُشعرُك َ بأنك في نزهة ٍ مع القمر . كل قصيدة ٍ هي برقية نرسلها قد تكون إلى لا أحد . البرقية ينبغي أن تكون مقتصدة في كلماتها مكثفة وتريد أن تقول َ كل َ شيء . الحياة ُ قد لا تكون محتملة دون شعر , هي لا تطاق ُ دون حب ٍ يقينا ً . القصيدة ُ شفاء ٌ من الحياة ِ للدخول في الحلم . ماهو عمل الشاعر بالضبط سوى إنتظار الحلم ؟