شعـر : عبد الصمد الصغير
=== لَقَدْ عِشْتُ فَرْداً وَاتِّكاءً عَلى الذِّكْرى ===
قد كانت عادة الشعراء العرب النظم على ضرب مقبوضة في البحر الطويل مفاعلن عوض مفاعيلن لما فيها من تيسير لقفل الجملة الشعرية وأشار بالانتقال إلى أخرى… بيد أنني استعذبتها تامة ( مفاعيلن ) في الروي الممدود بحرف علة … و هذا الأمر لا يخالف العروض بأية حال ما دام أصل التفعيلات كلها التمام لا القبض
لَقَـدْ مَلَّـكُـمْ وَجْـهُ الْقِـنـاعِ الَّذي اسْـتَشْـرَى
وَ قَـدْ صادَكُـمْ طَـمّاعُـكُـمْ … جَـرَّكُـمْ جَـرَّا
لِـــمـاذا تَـرَكْـــتُـمْ كُــلَّ فَــرْعٍ بِــلا أَصْــلٍ
لِـمـاذا تَـرَكْــتُـمْ صْـبْـحَـنا يَـنْــبَـري عَـصْـرا
فَـمـا بَـيْـنَـنـا لا يَـسْـتَــحِـقُّ الَّـذي يَــجْـري
وَ مــا نَــدَّعـي غَــيْـبٌ … وَ رَبِّــي بِـهِ أَدْرَى
لَقَـدْ صـارَ شِـعْـري غـاضِـباً يَـشْـتَكي ظُـلْـماّ
وَ قَدْ عِشْتُ جِـذْراً ، وَ اتِّـكـاءً عَـلَى الذِّكْـرَى
أَرى كَـيْـفَ لَـوَّثْـتُـمْ مَــشـاعِــرَكُـمْ حِــقْـداً
أَلَا فَـارْضِـعُـوا فـي أُمِّكُـمْ وَ اتْـرُكُـوا أُخْـرّى
وَ ما هَـمَّـكُـمْ شَـيْءٌ سِـوى قَـطْفِـكُـمْ زَهْـراً
وَ عَــزْمٌ لَكُـمْ لَثْـمـاً عَـلى وَجْـنَةِ الـصَّحْـرَا
أَيــا زُمْـــرَة الــذُّلَّ الَّــتـي تَــدَّعـي قَــدْراً
أَلا إِنَّـكُـمْ لَـنْ تَـسْـتَـطيـعُـــوا مَـعـي شِـعْـرَا
أَيـا عُـصْـبَـةَ اللَّـيْـلِ الَّـتـي تَـشْـتَـري بَـعْـضاً
أَرى أَنَّـكُـمْ لَـنْ تَـسْـتَـفـيـقُـوا مَـعـي فَـجْـرَا
أَرى ضـادَنــا يَــأْسَـى عَـلـى نــاكِـرٍ أَصْـلاً
وَ يَـبْكي عَـلـى نَـوْعٍ أَصيـلٍ … غَـدا عَـشْـرَا
أَراكُــمْ صُـنُــوفـاً مِـنْ ذِئــــــابٍ بِـلا نَــابٍ
أَراكُــمْ خَـرابـاً فـي ضَـمـيـرٍ … وَ قَـدْ خَــرّا
أَرى الْـمَـهْـزَلاتِ الْيَـوْمَ فَـخْـرَ الَّـذي يُـشْـقي
أَرى أَسَــفِـي … أرَى شَــريـطـاً وَ مـا مَـرّا
أَيــا حُـبَّـنا … يَـبْـقـي وَحـيـداً فَـلا يَـنْـمُـو
وَ يــا وَيْحَـنا !.. ضَـعْـفاً مَـليـئـاً بِـما عَــرَّى
أَيــا مَـنْ تَبـيـعُ الْيَـوْمَ مَـجْـدَ الَّـذي ضَـحّى
بِـقَـهْــرٍ … وَ ذُلٍّ مْـسْـتَـريـحٍ عَـلـى أَسْــرَى
أَتى مَـنْ يُـريـدُ الشَّـمْـلَ جَـمْـعـاً بِـلا شَــرْطٍ
وَ لا بِـدْعَــةٍ … أَوْ عِـشْــرَةٍ تَـنْـتَـهِـي غَــدْرا
بَـدا مَـنْ يُـذيـبُ الـشَّـمْــعَ لَـيْـلاً إِلى صُبْـحٍ
غَـريبـاً … كَـأَنْ قَـدْ جـاءَ مِـنْ مِـلَّـةٍ أُخْــرَى
لَقَـدْ غَـرَّكُـمْ وَهْـمٌ طَـمُــوحٌ … وَ مَـشْـرُوعٌ
نَـمــا مِـنْ فَــراغٍ مُـثْـقَـلٍ … وَهْــمَـهُ جَــرَّا
وَ مِـنْ دافِـقِ الْمـاءِ اسْتَـوى شَكْـلُـهُ يَمْـشي
وَ لـكِـنَّـهُ … خــاضَ الـدُّنـــا مُـبْـحِــراً بَــرَّا
وَ مِـنْ وَثْـبَـةِ الـرُّوحِ ارْتَـمى راحِـلٌ يَـشْـقى
وَ في رَمْشَةِ الْعَـيْنِ اغْتَوى وَ انْقَضى عُمْرَا
نَصِيـبي هِـجاكُمْ … كَيْ أَراني عَلى شِـعْـرٍ
وَلِـيّـاً وَ سُـلْـطــانـاً جَـديــداً مِـنَ الْأُخْـرَى
بَليغـاً فَـصيـحاً صـادِقاً لا يُخـالِـطُهُ غَـيْـرٌ
وَ لا وَهْـمَ في خَـيالِـهِ … نـاسِــخٌ فِـكْــرَا
فَسِـرْ واثِـقـاً مُسْـتَـوْثِـقاً مُمْـسِكاً نَـفْسـاً
تَـمُـتْ غـانِـمـاً أَوْ مُـقْـبِـلاً حـامِـلاً بُــشٔــرَى