اخلاص فرنسيس
ابتسمْ لقد اشتاقتْ نفسي لرؤيةِ النجومِ
صرفْنا العمرَ نتجرّعُ المرَّ، ويلتهمُنا الموتُ
لا يكلُّ ولا يملُّ من الحديثِ عن ألطافِه
يخلّصُ البشرَ من بؤسِهم
ويخلدُ بهم إلى القبورِ الباردةِ
أنت وأنا عالمانِ لا متناهيانِ
يكادُ الموتُ ييأسُ منّا
حينَ أجلسُ باسمةً، أرقبُ حدائقَ النعناعِ تحتَ القميصِ الأخضرِ
أمسّدُ أعشابهُ
أقرأُ لهُ من أسفارِ العشقِ
وأرسمُ علامةَ الجوزاءِ
لا عشبَ ضارّ حيثُ ينامُ خدّي
ألا يكفي أنّي عندَكَ
طريحةً على حديدِ الوقتِ
وحديدُ الوقتِ يحدّدُ الزمانَ في قبضتهِ
رعشةٌ ورجفةٌ ولحظةٌ هناكَ واستيقاظٌ
تصطلي على نارِ النجومِ في موقدِ الصحارى
وفي خيالي التائهِ
نسيتكَ معي
يومَ بكيتَ على كتفي
يومَ أنجبتَ الوجعَ
بعد حملِ سبعِ سنينَ عجافٍ وسبعةِ أشهرٍ
تحتَ ظلِّ النخيلِ مارستُ الولادةَ
دفنتُ السرَّ، وألفتُ العادةَ
وقابلتْني بحدِّ العشقِ
وباسمِ الألوانِ رسمتُ حدودَ وطنكَ
لو كانتِ الأرضُ كلّها لي لتخلّيتُ عنها في لحظة أرى فيها دهشةَ عينيكَ
ولا أقتسمُها معَ بشريٍّ
أليسَ القلقُ الموتَ؟
والارتياحُ حياةً
والفادي سلامًا
يموتُ الإنسانُ ألفَ ميتةٍ من قلقهِ
القلقُ موتٌ، والخوفُ موتٌ
تتقوضُ أفكارُه، وتنكسرُ روحُه في توجّسٍ وقلقٍ
عاشَ الإنسانُ ألفَ حياةٍ في حبِّ اكتشافِ الحياةِ
مريض بالغموضِ تستحمُّ بماءِ الحزنِ والرملِ
طافحٌ بإنكارِ الذاتِ
حين يمسُّ ذاتكَ، تصمتُ خاشعًا أمامَ كلماتِ الحبِّ
تغوصُ بملحِ الكلامِ
متوحدٌ.. منعزلٌ
ألفتَ عزلتكَ، تأنس بما لا يُرى
ترافقُ بروحكَ الأكوانَ ودورةَ الكواكبِ
بينَ الفينةِ والفينةِ ترفعُ عينيك إلى عينيها
تسترُ عندَها صدركَ، وتطرحُ الوقتَ من حسابكَ
ثمّ تنحتُ بأصابعكَ زجاجَ المسافةِ، تبحثُ عن الهدوءِ في كريستالِ الوقتِ، تطبقُ كفّكَ حينَ يخفقُ قلبكَ، لئلّا يفرّ اللاشيءُ من أطرافِ الأناملِ