إعداد إخلاص فرنسيس
ولد الشاعر الرسام والنحات والمصمم محمد بن الأمين في مدينة مصراته ليبيا. استطاع أن يخرج من الموت حياة رافعا الشعار القديم الجديد الحياة لنا الحق فيها ولأطفالنا حق العيش بكرامة، لا للقتل لا للعنف
، “نحن الجمال إن أردنا ونحن القبح”
بدأ محمد بن الأمين رسامًا، ثم خاض تجربة النحت وبعدها التصوير. وعرف عنه الانفتاح على التجريب والمغامرة التشكيلية، ممحصاً وخارجاً عن المألوف والنمطية، برز في تسعينات القرن الماضي، بروح ورؤى جديدة يختلف عمن سبقوه بأسلوبه المميز وتقنياته الحديثة
بمواد مختلفة وجديدة في الرسم، ومن ثم في النحت. وتعتبر تجربة ” منحوتات الرصاص”
آلة الحرب التي تحولت للسلام والحب (٢٠١٢) من تجاربه المهمة والتي تحمل رسالة انسانية عميقة من خلال التجربة الليبية، إلى العالم أجمع
ملك الصدأ
the king of rust
هكذا هو وهذا ما قيل عنه لمهارته وتميزه في هذا الفن عالمياً
الحياة فعل، والفعل هو الحياة، رفض بن الأمين آلة القتل وثار عليها ليكون آلة الحياة مؤمناً أن الفن هو السلاح الوحيد النابع من المشاعر الفن ينبع من الشعور والاحساس والمخيلة محولا القبح الذي يراه العالم قبيح إلى تحفة فنية، القدرة على نحت او رسم كمية تلك المشاعر، المشحونة بالمعاناة لا يتأتى إلا من رجل يعرف معنى المعاناة عاشها انغمس فيها حد الوجع، وأصبح الأمل الوحيد هو ان ينقل تلك المعاناة للآخر كي يشفى منها، فالمبدع في أحلك ظروفه وأقسى لحظاته يرى أن السبيل الوحيد للخروج من محنته بأن يصورها بكل شفافية، وبهذا التصوير ينقذ نفسه والاخر، فتكون التطبيق الحرفي لمعنى عبارة ديستويفسكي الخالدة: الجمال قد يُنقذ العالم