محمد زينو شومان لبنان _ زفتا في 2022/8/2
لم أجد جسدي
لم يبق لي وطنٌ
لأعرف وجهتي ومقاصدي وهويّتي ومنيّتي
ولأقارع النسيانَ ألطم وجهه بعصايَ
مدفوعاََ بقوّةِ غصّتين ومذبحهْ
لم يبق لي ظهرٌ لأحمل لوعتي
وأفرّمن هذا النفقْ
ماذا سأفعلُ؟
لم أجد جسدي لآكله مع الفقراءِ
قد فاق التوجّع ما تخال من التوقّعِ
هل لديك شهيّةٌ للصبر بعدُ
بما يوازي الكفّةَ الأخرى من الميزانِ؟
لا، لم يبقَ من أثرٍ لموطئ ذكرياتكَ
هل على المشتاق وأدُ غليلهِ ومتاعهِ وحنينهِ وظنونهِ قبل الرحيلْ؟
لم يبقَ لي عذر ولا حُجَجٌ لأدّعي امتلاكَ الفألِ
لا برهانَ عندي للتغابي والتبرّؤ من شجوني
كن صادقاََ ماذا تخبّئُ في جراب الذاكرهْ؟
حتّام تقبضُ باليدين على خناق الموتِ؟
هل تحتاج أحياناََ إلى ألمٍ إضافيٍّ
لتدنوَ خطوةً مما تسمّيه الأملْ؟
أنسيت وجهك داخل المرآةِ؟
من يأتي به من دون خدشٍ؟
من سيمنحك الطريقَ لكي تمرّ إلى ضلوعكَ
مطمئنّ البالِ؟
كم ورّطتَ تِرْبَكَ لاهثاََ كالتِّبْعِ خلفكَ
غير معترض على جور الشراكةِ والشركْ!
دع تُرّهاتكَ واعترف أقتلت أحلاماََ مشوّهةً؟
أخنت تراثكَ الماضي
جررت مدينةََ من أذنها وسحلتها
قطّعتها بنصال عنفكَ؟
هكذا تمضي السنون بغير إشفاقٍ على ولدٍ
ولا تَلَدٍ
ويمضي مثلها عقلي يخلّفني وحيداََ عاجزاََ
عجز الفراسة والسليقة والنباهة والجسدْ
لم أستطع منع البياض من التسلّلِ في الظلامِ
وغزو ناصيتي وآثامي
أأعجز عن قتال الشيبِ؟
أين عزيمتي وبلاغتي وجسارتي وتمرّدي؟
أأخرّ مصروعاََ؟
فأين وأين… هل من ناصرٍ لي؟
هل نسيتُ البحرَ؟ كم ألقمته وجداََ
أيحفظُ فضلَ كفّيكَ الزّبدْ؟