فاطمة رحيم
مع أمي توصلت إلى تعريف الجسد القبر، كيف لهذه النعومة أن تخبئ تحتها وحشًا، له ألف نابٍ ومخلب. في الصباح ترقد كجثةٍ هامدة فوق السرير لا شيء يتحرك فيها إلا إصبع يكاد من هول الألم أن يرفع نفسه. وفي الليل كل ما فيها يتحول إلى قصبٍ خاوٍ ثقوبه أكثر من ندوبه فتخرج منها الآهات ألحانٌ نالت من العذاب أقصاه وآخره
حربها لا هدنة فيها ولا استراحة
مع أمي توصلت إلى تعريف الابتسامة المهزومة التي ترتسم بعد كل ضربة مبرحة تحت الجلد وبين العظام
مع أمي عرفت أن المرض ألف موت وموت، لا يرحم، يبصق في الجسد شراسته فتسير مع الدم جنبًا إلى جنب داخل العروق
مع أمي هزمتني صحتي التي عجزت عن حقن بعضًا منها في دمائها
مع أمي كانت قوتي في الصبر هي ذاتها أقصى مراحل ضعفي