ريما آل كلزلي
دعْ الوقتَ لي ياسيّدي
قبل أن تُدلي بما خطّطت له
فلا الغيمة تمطرُ بفعلِ جذب المدّ
ولا الموجُ معنيٌّ بالجزرِ بعد مُضيّ الحبر
دعْ الأزمنةَ القادمةَ تنتظرنا
وخذْ تلك الفائتة هناك مطويّة أطرافها
في سُرُوج الشّتاءِ الهَرِمة
لأسابِقَ ظلّك بمرَحِ طفلة
ملّكها الوقتُ أرجوحَته
دعني أوضح فقط
كيف يُنسَجُ الحلمُ من عبيرِ الزهور
وكيف تُخلَقُ من أجنحةِ النورِ القصائدُ
لاتستعجلْ على القصيدةِ
فالمعاني الجميلة غير قابلةٍ للاغتصاب
وأهل الخبرة بشؤون النّار
يعرفون أنّ الحطبَ لايقلّب
إنّ الجّمرَ هو آخرُ مراحلَ الضياءِ
دعْ الوقتَ يكفي تلكَ اللؤلؤةِ
حتّى تتشكّل ويبهرُك بريقُها
فلا أحد يستطيعُ إكراهَ قصيدةٍ
على أنْ تحرثَ مقلتيّ الشّغفِ قبل حضورِها
اجذبْ الكلماتِ إليكَ
ودعْ لي روحَها فأنا كاتبةُ الأمنيات
مهما تبدّد الإشراق
لا بأس ، سأرتبها بسرعة
وألبسُ ثوبي الأبيضَ
لأقطفَ عناقَك
أيها المسافر بين البحر والسّماء
بين ذاكرة النجم وبريق العيون
أنا شاعرة الطّقس العاصف
وامرأة التحوّلات
وأنت الرجل الذي يصطنع الهدوء
فيعبُرُني سكونهُ المعتّق مواسمَ
ليخضلّ دمُ كلماته على شفتي
دعْ الوقتَ لي
فأرتب أشعاري وحقول كلماتي
لن أفكر بعد اليوم
بترميم حروفي البالية
فقد نصحني النّقاد أن أزرعَ بذورَها
من جديد
28-8-2022