مريم الأحمد
العفش قليل و قديم ببيت أهلي
و لكن لما كانوا يشرفونا الأقارب من الضيعة كنا نحاول نحسن و نرتب على قد ما بتسمح الحالة المادية
من الصبح أنا و أخواتي نركض ع الشطف و التنضيف و بذوقنا المتواضع نحط مزهرية فاضية عالطاولة و من الحاكورة جنب البيت قطف كم زهرة برية و حطهم بالمزهرية
أختي تصفن بغرفة القعدة صفنة طويلة و ترجع تغير الديكور من الأول. يعني على أمل يصير البيت لائق
و أمي من الصبح تطير ع سوق الخضرة و المشتريات كتار: سطل لبن، فروج، بطاطا، بندورة، بصل، فواكه مشكلة، شوية بتيفور، و موالح منشان قعدة المتة هالحكي من ٤٠ سنة
احلى شي بالسهرة كانوا الشباب يفتوها طرنيب
و يناديني أخي مريوماااا هاتي بطانية عسكرية،، و متل البرق نفذ الأوامر متل شي مجند حالق ع الصفر و ملمع صباتو و ناطر الضابط يؤمر
حاضر سيدي، و يمد أخي البطانية ع الطاولة و يعلق الطرنيب و الطرنبة و الصراخ
المهم
هل يُورّث الحنين؟
آخر السهرة يطلعوا الشباب يناموا ع السطح باعتبار بيت أهلي صغير،، و الصبايا تحت، ،كنا نفرش كل الفرشات الموجودة لهيك يوم و نكون هلكانين من المشاوير و السباحة و السهر.. و مستحيل يجينا نوم
على نكت و ضحك و مسخرة ع بعضنا و فش بعض الاسرار من حب و غرام و لقاءات سرية
و هدايا
و تبدا اختي أحلام تغني لوردة و أنا غني لفيروز و عبد الحليم.. و اختي الصغيرة مشغولة بترديد أناشيد سليمان العيسى
كنا نلعب لعبة عكاظيات بالأغاني،، يعني آخر حرف بالمقطع اللي بغنيه لازم الفريق التاني يبدأ فيه
و أنا كنت شطورة بحفظ الأغاني و عندي رصيد كبير و ما حدا يقدر يهزمني لحدود الساعة ٣ بالليل و نحنا عم نضحك و نتكركر.. يبلش النعس يتسلل شوي شوي مع بهادل أمي و أبي حتى نكن و نهدا و ننام
كانت أمي تقول.. وطّوا صوتكن.. صوت الليل بيودي. و نحنا نزيد الضحك
ليش الحنين؟ أمي رحلت و أبي كمان، أختي سافرت، أقاربي نصهن مات و نصهن التاني اختفى لمليون سبب.. بيت أهلي انهد أول سنة بالأزمة بعد وفاة أبي مباشرة ما ضل حدا ما ضل غير الليل اللي صوتو يا أمي لحد
هلق…بيودّي بس آه لو تعرفي شو بيودي