د. عجايبي لطفي
أذكر صباح ذلك اليوم . قمت محدقاً في المرآة لوقت لا أدري هل طال أم قصر، كل ما كنت أرجوه وأنا أودع ذلك الوجه المفعم بالوحدة ، الذي تحوم حوله هالة من الاحتياج لذلك الكوكب النوراني الذي يدور فى مداره على بعد أمتار من تلك المجرة التى تسمى بيتنا ، كان يوم يحوى فى حركة دقائق كل ساعات الحرمان ، لا بل سنينها تمنيت أن تنضبط كل العلوم والأفلاك وحركة الكواكب والنجوم ،إلا مدار كوكبها الذهبي . تمنيت لو أن يختفى تماما ، ليظهر متألقا فى مداري ، لينير ذلك الجسم المعتم الذى أرهقه عاماً من الشوق فى مجرات الخطوبة ، وأعواماً من العشق المجنون ، دون الحاجة إلى التسويف حتى مساء يوم لا يعطينا إلا بعض العادات والمراسيم والإرهاق ، ويسلب منا لحظات التلاقي والأشواق
لم أكن أدرك كم البركان المتفجر ، والعشق المتجذر ؟حتى وجدت نفسى فى نهاية النهار أرتدي ملابس لم أعهدها ، لا أدري ، بالكاد هل ارتديتها أم هى احتوتني . كل ما أذكره أننى سحرت بصوت نفير السيارة التي ستحملني إلى حلمى الموعود وكأنني تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، حملتني إلى مدارها ، ذهبت إليها بسواد ملابسي وسمرة بشرتي لأجدها تنضح بياضاً من تحت شعرها الحالك وحتى أسفل الأقدام ، وكأننا تعاهدنا سوياً أن نخرج من ذلك المكان خارج المجرة المنياوية إلى حيث العهود والوعود حيث تندمج المجرات وتذوب المدارات لنبقى كوكب واحد معتم قبلك فى ذاته ، لكنه منير بك أنتِ يا شمس الشموس
أذكر أننا امتطينا القمر وحاصرتنا النجوم فى يوم عرسنا ، يوم أبدع الخالق فى جعلك أيقونة فرحنا ، وزينة عمري التى توارت أمامها خجلا كل زينات قد سبق إعدادها
في ذكرى رحيل بصير اليمن