نقد وأدب وميرفت أمين وشاعر في الستين: ميرفت أمين كانت جميلة وشابة، وأمي أيضا كانت فاتنة وشابة. أمي صارت عجوزا جميلة بشيخوختها وفنانات العالم والكاتبات والراقصات وبائعات الخبز والخضار أيضا جميلات، ومتدرجات في مقاييس الجمال الشكلي، وسيصبحن عجائز إذا قدر الله لهن طول العمر
في الثقافة العربية والعالمية وبموجب النظرة الاستهلاكية للأمور، يتم التركيز على ( ديمومة الشباب ) وامتلاكه إلى الأبد كجرعة أزلية. الأدبيات القديمة وبعض قصص الصغار والكبار عبر التاريخ تركز على تميز الجميلات وكونهن ذكيات أكثر من غيرهن كالسندريلا مثلا. أكمل الفكرة لاحقا
….
2
كنت أقرأ نصا شعريا لشاعر مخضرم وعمره بين 50-60 سنة أو أكثر، ولديه منشورات وكتب كثيرة
نشر نصا -على فيسبوك-عن جسد المرأة التي يحب ويعشق. كان يريد ويشتهي جسدا فتيا، حلمات واقفة، أثداء جبلية وشامخة، أصابع حريرية وهادفة، بطن مسطح ومشدود، لا تجاعيد، لا ترهلات، لا نمش، قالب من مرمر وحرير، بياض لا تشوبه شامة
ذهلت وأنا أقرأ، كيف يريد أو يتخيل الشاعر الرجل الستيني في هذا العمر فتاة بهذه المواصفات؟
ألا ينظر إلى جسده وطبيعة التغيرات التي طرأت عليه؟
ألا ينظر إلى جسد والدته وأخته وزوجته أو حبيبته؟
لماذا يقدس شاعر متمرد، الجمال الفتي المراهق لدى الأنثى وينسى أنه ليس فاتنا بنفس المقاييس ولا يقترب منها في الواقع؟
…
ونعود الى تحليل العقلية الرائجة وكيف تصبح قصة عادية جدا كصورة ميرفت أمين الفنانة بمثابة( ترند) في صفحات الكتاب والكاتبات العرب
…
صورة أمي هي شابة، ومتزوجة في حينه. وهي الآن أجمل في قلوبنا وعيوننا
… لكل عمر جاذبيته وجماله …لا تراه سوى النفوس المحبة
اما الشاعر فيتحدث عن الاشتهاء وليس المحبة … والفرق كبير بين الاثنين.