شعر: سفانة بنت ابن الشاطئ
يهاجرُ الصِّدقُ من عينيكَ والسَّحَرُ
ويُزهِرُ الحُلمُ بالنّجَوى .. وينكَسِرُ
.
على المشاعرِ يمشِي الحزنُ مُحْتَضِنا
ليلِي..ويَسْكَرُ من شلَّالِهِ الضَّجَرُ
.
تَصْحُو المسَافَاتُ في رُوحِي مُقَطَّعةً
وتَسْتَجِمُّ عَلَى أوجَاعِهَا الصُورُ
.
ويرقُصُ المشْهَدُ الــمَرَئيُّ في هُدُبِي
فيسْتَقِرُّ علَى صَدرِي ويــَحـْتَضِرُ
.
يُكحِّلُ الدمعَ بالآهاتِ..يَسْكُنُنِي
نهرُ الأمَانِي ..فيصْحُو في دَمِي الكَدَرُ
.
أكادُ أفقِدُ أسْمَى ما يُــمَيِّزُنِي
بينَ الوجُوهِ .. ربيعُ الزيفِ مُسْتَعِرُ
.
وكِذبَةٌ أخَذتْنِي بينَ أضْلُعِهَا
فآلَــمَتْنِي .. وعِيْلَ الغُصْنُ والثَّمَرُ
.
ما ذَنْبُهَا الروحُ نهرُ الظُلْمِ يُــمْطِرُهَا
فَتَنْتَشِي من عَذَابِي ..يَنْتَشِي القَدَرُ
.
فَجُرْحُكَ الحَيُّ أصْفَادٌ تُقَيِّدُنِي
أنَّى اتجَهْتَ يـمُوتُ الحبُّ والشجرُ
.
ما ذنبُ قلبِي؟ أمَا أضْنَتْكَ لـــهْفَتُهُ
إلامَ تُذْرِعُهُ النيرانُ والذِّكَرُ؟!
.
إلامَ..؟ قلْ لِي! أمَا للغدرِ من أجلٍ؟
ناحَ المدَى..وتَجَلَّى الخوفُ والخطرُ
.
إذا أَتتْكَ المعَانِي وهْيَ صَادِقَةٌ
فيُربِكُ الحرفُ مدٌّ باتَ ينحسرُ
.
يُغَيِّــرُ الحزنُ من إيقاعِ فرحَتِنَا
فيورِقُ اليأسُ والحرمانُ يَسْتَعِرُ
.
طالَ البُعَادُ وصَارَتْ لوعَتِي أُفُقًا
وأرْهَقَتْنِي دُروبُ الليلِ ، و السَّفَرُ
.
أموتُ .. أحْيا.. أضمُّ الصبرَ مُتَّكِأً
علَى جِراحِي ..فَيَبْكِي النجمُ والقمرُ
.
سلّمْتُ قلْبي إلى الأشجانِ ترسُمُنِي
بعضُ المعَانِي ..ونبضُ القلبِ مُنفطِرُ
كأنّني في ترانيمِ الأسى وترٌ
كأنّني في مراسيمِ البُكَا مَطَرُ
.
يُقَلِّبُ السُّهدُ أَفْكَارِي عَلَى لَهَبٍ
وحِبرُهَا اليأسُ و الأحزانُ والخدرُ
.
أُدندِنُ الألمَ الباكِي ..وأنثرُهُ
بينَ الحروفِ ..وينمُو البُرعُمُ الخَضِرُ
.
فـــــــــ أستَجِمُّ على الأوراقِ ..تَسْكُنُنِي
منَازِلُ الصَمتِ …والأوهامُ تنتحرُ
.
يُرَتِّلُ السطرَ أنفاسي على عجلٍ
فيختفي الحبُّ والإحساسُ يَنشطرُ
تعليقات 1