أحمد إسماعيل
فيلم آخر ، غير فيلم العطر للمخرج توم تايكور، يستوحي موضوعاً هاماً من رواية العطر للروائي الألماني باتريك زوسكيد
وهذه المرة الشخصية الرئيسة في الفيلم هي امراة تعمل محققة في البوليس الألماني، كانت قد فقدت حاسة الشم وهي في سن السابعة من عمرها، مما يجعلها تتعاون مع صانع عطور يلجأ إلى قتل النساء لصنع العطور من أجسادهن. وذلك بقصد الحصول على الحب الذي افتقده منذ الصغر: من الوالدين والمحيط، لأنه ولد بجسد له رائحة كريهة
لجوء المرأة لهذا القاتل كان بداية بدافع استعادة حاسة الشم، وحين تقع يدها على عطر من صنع المجرم، وتستخدمه، يثار حبيبها وزميلها في العمل إلى هجر عائلته والالتصاق بها لممارسة الجنس معها بهوس شديد، وحين تكتشف حقيقة أن هذا العطر يقتصر على الجنس لا الحب، كما سيكتشفه صانع العطور الباحث عن الحب، تكسر هذه الزجاجة وتهجر حبيبها، ويندفع صانع العطور للبحث عن طريقة أخرى لصنع عطر الحب، ولكن بالقتل هذه المرة أيضاً،
ويقرر قتلها لما في جسدها من عطر خفي أسماه اللؤلؤة، مما يدفعها إلى قتله بتقديم عطر سام له والتخلي عن العطر السابق بطمره تحت التراب، لتجد بغيتها في الطبيعة والأشياء الحقيقة بدءاً بأثاث البيت وخشب أرضيته والطبيعة وإلى جسد طفلها
المولود حديثاً، الذي تستنشقه بفرح طاغ وسعادة فائقة
التيمة الرئيسة للعمل الذي يستخدم تقنية رواية الأحداث على لسان البطلة لطفلها الوليد، وأعتقد أنها رسالة للأجيال القادمة، هي تيمة حيوية وملتبسة في أذهان الكثيرين : األا وهي الخلط في العلاقة بين الجنس والحب، بين حب للجسد وإشباع النزوات وحسب، حب مختزل في الجنس، وآخر طبيعي، حقيقي وشامل: المرأة والطبيعة والبيت والأطفال..والذات
ولفت الانتباه إلى عبثية البحث عنه في أماكن غير حقيقية وطبيعية، قد تكون خطرة، فيما هو موجود حولنا وفي متناول اليد
الفيلم من إخراج نيلز فيلبراند، وبطولة إميليا شول ولودفيغ سيمون