ترجمة الدكتورة بولا حيدر استاذة الترجمة الأدبية والأدب المقارن في جامعة أركنصا
«برتقال مرّ» هو عنوان الأصل العربي لرواية القاصة والروائية والصحافية وكاتبة السيناريو اللبنانية بسمة الخطيب، التي كانت قد صدرت عن دار الآداب في بيروت، سنة 2015. والخطيب تكتب قصة قصيرة ذات شخصية متميزة تماماً في خصائصها التعبيرية واللغوية وتوغّلها الفريد في أعماق ما تلتقط من نماذج بشرية لافتة الملامح ومركّبة الأبعاد، على نحو ليس من الشائع أن تُطوّع تعقيداته في شكل القصة القصيرة المتراصّ عادة، والوجيز الخاطف. وقد أصدرت «دانتيل»، 2005؛ و«شرفة بعيدة تنتظر»، 2009؛ قبل أن تنتقل إلى الرواية، وتنقل إليها قسطاً غير قليل من مهارات تمرّسها في كتابة القصة القصيرة؛ إذْ قد يبقى مسجّلاً باسمها ذلك المزج الاستثنائي بين شذرة الآنيّ الخاطف واكتظاظ الذاكرة المنتقاة، وهو الخيار الاسلوبي الأكثر (ولعله الأفضل) تذكيراً بالتقاليد البروستية في إبهام الملموس وتجسيد الغائم
- العلاقة بين اليقين والمعرفة في الفلسفة
- كتب مازن رفاعي- جوزيف الحوراني ،نحات العمارة .
- النفاق الاجتماعي
- رواية” تمر وقعمول” – لمحمد الأصفر..
- سأشتري حلماً بلا ثقوب قراءة بقلم إخلاص فرنسيس
وعلى غلاف الطبعة العربية لـ«برتقال مرّ»، كتب الناشر: «في شقة في بيروت تقوم الشابة المشرفة على الثلاثين بإعداد وليمة من الطبخات الريفية اللبنانية، بعد فرارها الغامض من قريتها. ببراعة فائقة، تودِع كل قِدر ومكوّن شوقها وشغفها بالرجل القادم بعد ساعات قليلة لتناول العشاء. أثناء الطهو تحكي حكاية عمرها وما يتخللها من حكايات نسوة عاشت بينهنّ، أبرزهنّ جدّتها وخالتها. وتروي على نار هادئة تارة، ومجنونة تارة أخرى، قصة حبّها للرجل الذي عشقته منذ الطفولة، رغم الألم الذي سبّبه لأسرتها، ورغم أنها لم تلتق به سوى مرّة. حبّ مستحيل، ورجل لا يُنال، وموعد تأخّر عقوداً، وأطباق شهية طالما كانت طريقة صامتة لتعبير أجيال من النساء، أسيرات البيوت، عن حبّهنّ المحظور»
هنا فقرات من مستهلّ الرواية، في النسخة الأمّ العربية
«الظلمة ليست قاتمة. ستارة رمادية
يمكنني رؤية خيالاتهنّ، النسوة اللواتي رحن يجمعن عظامي من بين شقوق الأرض بأصابع سمينة ومقشّبة، كتلك التي يجمعن بها حبات الزيتون من بين الشوك والحصى
سمعتُ عظامي تتكسر فوق التراب الجافّ والمتفسخ، وجدّتي تصرخ مذعورة: «ماتت البنية ماتت»
وطبعاً أتت تلك الموسيقى
تلك التي لا أعرف وصفها. التي أدندنها حتى في أكثر لحظاتي بؤساً. التي سترافقني دائماً من خلف جدار لا أراه، ولكنّي اتكئ عليه. لأنها على الأرجح موسيقى لا أسمعها، ولكني أتخيلها عائمة حولي تحيطني كهالة، تصوّب نغماتها الحزينة نحو ظهري الذي يرتعش ويلتصق بصدري رهبة منها، ويوقظني من كابوسي
أستيقظ، لكني لا أفتح عينيّ
أحبّ تأمّل ظلام جفنيّ المطبقين
أحبّ تخيّل أنّ الظلام استمرّ ولم أفتح عينيّ قط… وأنّ ما حدث، لاحقاً، هو محض كابوس في ظلمة قبر فتاة مدوّن على الشاهدة: 1970 ــ 1975
كان يمكن أن تنتهي الحكاية باكراً، وأموت خفيفة وبريئة. لو أنّ الأرض لم تكن مشبعة بأمطار اليوم السابق، لو أنّ التي كانت تتجه نحوي كانت «عيشة» كما ظننتُ، ولم تكن جدّتي خارجة لتنتزعني من الموت، وتمسح الوحل بتنورتها سامحة للهواء بالدخول من أنفي. ولو أنّ جارتنا لم تقصد طالب الطبّ الوحيد في الحيّ، ليسعفني ويرتق مزق رقبتي. لو أنّ رائحة بنج أصابعه وبقايا عطر رجوليّ لم تستقرّ بين قطب الجرح.. وتبقى إلى اليوم
عن النشرة الدولية