” إن أردت بوصلة آمنة ترشدك في الحياة، وتطرد كل الشك الذي يدور حول الطريقة الصحيحة لفهمها، فإنك لن تستطيع أفضل من أن تعوّد نفسك على أن هذا العالم سجن، نوع من المستعمرة العقابية……
إذا عوّدت نفسك على هذه النظرة إلى الحياة فإنك سوف تنظم توقعاتك تبعاً لها، وتتوقف عن النظر إلى كل حوادثها البشعة، كبيرة وصغيرة، معانياتها، قلقها، بؤسها، وكأنه شيء غير عادي أو شاذ، بل أنك ستجد أن كل شيء كما يجب أن يكون، في عالم حيث كل منا يدفع جزاء وجوده بطريقته الخاصة.
ومن بين شرور المستعمرة العقابية : مجتمع من يعيشون فيها، وإذا كان القارئ جديراً بصحبةٍ أفضل، فإنه لن يحتاج إلى كلماتٍ مني تذكره بما عليه أن يتحمله في الحاضر. إذا كان يملك روحاً فوق الشائع، أو إذا كان شخصاً ذا عبقرية، فسوف يشعر أحياناً أنه يشبه سجيناً نبيلاً حُكِم عليه بالعمل في تجذيف السفن مع المجرمين العاديين، وسوف يفعل مثله ويعزل نفسه…”