صدرت حديثا للشاعر العراقي سعد ياسين يوسف مجموعته الشعرية الثامنة بعنوان (أشجار بلون الهديل) عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع وضمت ( 34) قصيدة تناولت موضوعاتها حضارة العراق وهموم الإنسان فيه وقدرته الهائلة على النهوض بعد كلّ دمار، متخذاً الشجرة رمزاً محوريا في قصائده.
وقال الناقد العراقي الدكتور حاتم الصكر في كلمة وشح بها الغلاف الثاني للمجموعة : تتوسع في هذا الدِّيوان الجديد للشّاعر سعد ياسين يوسف رمزيّة الشَّجرة الَّتي انشغل بها موضوعاً في عدة أعمال شعريّة سابقة، وعاش تفاصيلها وتنويعات وجودها في زوايا نظر متعددة فيأخذنا هذه المرة إلى إسقاط روح الشَّجرة وتلك الدِّلالة المكتنزة في اسمها وكيانها وتاريخها على الأرض.
إنَّه يصنع من الشَّجرة في الدِّيوان وجهاً لبغداد وأور، وشاهداً على بشاعة الحروب والدَّمار الذي حل بالمدن ..في الشَّجر حياة مخبأة في الأعشاش وثنايا الأوراق ،وفي الجذور وامتداد اللّون وانعكاس الضَّوء وتبدلات الفصول التي تناظر تغيرات الأعمار والمواقيت .الشَّجرة الأمّ وأصل الوجود والمعرفة والحكمة والحبّ والجمال لكنها تعاني مع الشَّاعر ومرائي الحياة الهشة التي قُدِّر لنا أن نواجهها فكأنَّه يلوذ بأشجاره ليبوح لها ويُنطِقها ويُحاورها ويستبطن دواخلها، فثمة انزياحات كثيرة بدءاً من العنوان حيث اللَّون والصَّوت (الهديل) ومشهد الشَّجرة تتعاضد كلها لتهيئة القارئ ليرى امتداد الشَّجرة إلى (لحاء الروح) وصمغها الذي يسيل كدمعة كبيرة على ما يجري.